Page 119 - رباعيات الحلم والخيال
P. 119

‫رباعيات الحلم والحقيقة‬

 ‫انتهيت من كتابة هذا الكتاب على وقع أذان الجمعة ‪ 27‬صفر ‪ 1444‬الموافق‬
                                               ‫‪ 23‬سبتمبر ‪2022‬‬

                         ‫رحلة طويلة مدتها تسعة أشهر إلا بضعة أيام‪.‬‬
  ‫أنظر خلفي إلى آثار طريقي‪ ،‬فأجد مواطن الحنين ومواطن الفقد‪ ،‬ومواطن‬

                                             ‫الفرح ومواطن الك ّْبو‪.‬‬
 ‫ومواطن أخرى من فئة "ها قد أصبت الخير الذي ما بعده عناء" وأخرى من‬

                        ‫فئة "ها قد وقعت في الشر الذي ما بعده قيام"‪.‬‬
‫ولعلك فطنت أن كل موطن أتبعه من وقائع الزمان ما ضاد ظني تمام التضاد‪.‬‬

   ‫وتلك الليالي بالأقدار ُحبلى‪ ..‬بين نحب الثكالى وعزف القيانِ‬

   ‫فقدت فيهن‪-‬وقبلهن‪-‬من أقرباء الود مالم أكن أتخيل إلا دوامهم في حياتي‪.‬‬
    ‫واكتسبت خبرة‪ ،‬لعلك توقعت أن أقول أنني اكتسبت َخل ًقا آخرين‪ ،‬ولقد‬
‫وددت لنفس ي مثلما وددت أنت غير أن هذه الدنيا كأنها أقسمت أن تكون دار‬

                                                ‫فقد بغير عوض‪.‬‬
 ‫وتبقى الدنيا لكل فق ٍد‪ ..‬فلما فقدت ِّك ماتت الدنيا‪ ،‬لا أقول أن الحياة سوداء‬

         ‫معتمة‪ ،‬لكنها على سبيل القطع والإيجاز م ًعا ليست بيضاء لامعة‪.‬‬

                                                         ‫‪118‬‬
   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124