Page 122 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪ -‬العدد الثاني‬

‫أكثـر مـن ‪ ٪50‬مـن حركـة الأخبـار المزيفـة‪ ،‬إلا أن‬ ‫علـى توقـع المحتـوى الـذي يجـذب إنتبـاه ويثيـر إعجـاب‬
‫البحـوث توصلـت إلـي أن الأخبـار المزيفـة تمثـل مـا لا‬ ‫المسـتخدمين فـي بيئـات الإعـام الرقميـة‪ ،‬وتؤثـر علـى‬
‫يقـل عـن ‪ %20‬مـن محتـوى المواقـع الإعلاميـة ذات‬ ‫حجـم مـا يشـاهدونه مـن محتـوى بـل وتدفعهـم لاتخـاذ‬
‫قـ ار ارت ذات أبعـاد سياسـية أو اجتماعيـة‪ ،‬ومنهـا إلـى‬
‫السـمعة الطيبـة فـي الولايـات المتحـدة‪.‬‬ ‫الروبوتـات التـي تنشـر المعلومـات المضللـة؛ والتـي‬
‫سـاهمت فـي نشـر مـا يقـارب مـن ‪ %66‬مـن المعلومـات‬
‫وفـي حيـن أن منطقـة الشـرق الأوسـط لا تـ ازل تفتقـر‬ ‫المضللـة وقـت جائحـة « كوفيـد‪ ، »19 -‬وفـي ضـوء‬
‫إلـى مثـل هـذه الإحصـاءات‪ ،‬إلا ان هنـاك عـدد كبيـر‬ ‫تطـور تقنيـات الـذكاء الاصطناعـي التوليـدي المتسـارعة‪،‬‬
‫مـن البحـوث التـي تشـير إلـى خطـورة الوضـع فيمـا يتعلـق‬ ‫وأنتقالهـا مـن مرحلـة الـذكاء الاصطناعـي العـام ‪ -‬القائـم‬
‫بتداول المعلومات المضللة في وسـائل الإعلام الرئيسـية‬ ‫علـى المصـادر المفتوحـة ‪ -‬إلـي الـذكاء الاصطناعـي‬
‫الفائـق القائـم علـى «رؤيـة الحاسـوب‪ ،‬والخوارزميـات‪،‬‬
‫فـي المنطقـة ومنصـات التواصـل الاجتماعـي ‪.‬‬ ‫وتعلـم الآلـة ؛ ومـا يتطلبـه ذلـك مـن أجهـزة حاسـوبية‬
‫«للحوسـبة الكميـة» ‪ ،»Quantum computing‬وهـي‬
‫وفـى ضـوء تعقيـد إد ارك الجمهـور لحقيقـة الأخبـار‬ ‫أجهـزة ما ازلـت قيـد البحـث والد ارسـة فـي الوطـن العربـي‬
‫المتداولـة‪ ،‬ومـدى مصداقيتهـا ممـا وضعهـم أمـام تحـدي‬ ‫وبالتالـي لـم تعتمـد مؤسسـات الإعلاميـة العربيـة عليهـا‬
‫للبحـث عـن مـا و ارء تلـك المعلومـات‪ ،‬وهدفهـا وفًقـا‬ ‫فـي معالجتهـا وهـو مـا يشـكل تهديـداً كبيـ اًر لمحتواهـا فـي‬
‫لمها ارتهـم الرقميـة والمتغيـ ارت الديموغ ارفيـة‪ ،‬بحسـب مـا‬ ‫ظـل الإنتقـال مـن الـذكاء الاصطناعـي العـام القائـم علـى‬
‫تبين لمسح أج اره معهد رويترز لعام ‪ 2024‬تحت عنوان‬ ‫النمـاذج اللغويـة الكبيـر «مفتوحـة المصـدر» إلـى عصـر‬
‫«تقرير الأخبار الرقمية» في ‪ 47‬سوًقا أن واحد من كل‬ ‫الـذكاء الاصطناعـي الفائـق والـذى يعتمـد علـى رؤيـة‬
‫‪ 4‬مشـاركين فـي الاسـتطلاع والمسـح كان يجـد صعوبـة‬
‫فـي التمييـز بيـن الحقيقـة والأخبـار ال ازئفـة علـى منصتـي‬ ‫الحاسـوب والخوارزميـات؛ وغيرهـا مـن التقنيـات‪.‬‬
‫موقعي «تيك توك ‪ ،TikTok‬وإكس ‪« x‬تويتر سابقاً»؛‬
‫وإعتبارهمـا مـن أصعـب منصـات التواصـل الاجتماعـي‬ ‫ومـع ازديـاد التحذيـ ارت الدوليـة والمحليـة مـن مخاطـر‬
‫الجديـرة بالثقـة فـي محتواهـا المتـداول‪ ،‬وهـو تهديـد بـل‬ ‫مـا بـات ُيعـرف بـ«التضليـل المعلوماتـي»‪ ،‬أو انتشـار‬
‫تحـدي أخيـر لحقـوق الملكيـة الفكـرة لمؤسسـاتنا الإعلاميـة‬ ‫المعلومـات والأخبـار ال ازئفـة؛ لا سـيما مـع هيمنـة‬
‫العربيـة فـي عصـر م ُجمعـات الأخبـار ومحـركات البحـث‬ ‫منصـات التواصـل الاجتماعـي التـي تسـاهم فـي توليـد‬

‫والنمـاذج اللغويـة الكبيـرة‪.‬‬

‫‪122‬‬