Page 20 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 20
مجلة ثقافة الملكية الفكرية -العدد الثاني
تطلـب الأمـر اللجـوء إلـى متخصصيـن لتدويـن الأعمـال ثقافـات أخـرى فـي مجملهـا علـى الشـفاهية فـي الإبـداع
الموسـيقية والتـي أبدعـت فـي الأصـل بـدون تدويـن، الموسـيقي ومنهـا الموسـيقى فـي العالـم العربـي بشـكل
لتسـهيل العـزف الجماعـي بشـكل أكثـر انضباطـا .وفـى
هـذا الامـر قـد تختلـف النسـخ المدونـة لنفـس العمـل بيـن عـام والموسـيقى المصريـة علـى وجـه الخصـوص.
مـدّون وآخـر فـي بعـض عناصـر التدويـن منهـا عـدد
المـازو ارت الموسـيقية والميـ ازن المسـتخدم والطبقـة ومـا نعنيـه بالتدويـن والشـفاهية هـو مـا يحـدث فـي
الموسـيقية علـى الرغـم مـن أن الناتـج المسـموع قـد يكـون عمليـة الإبـداع الأصليـة؛ ففـي إبـداع الموسـيقى الكتابيـة
تبـرق الفكـرة الموسـيقية بـكل عناصرهـا المسـموعة فـي
متماثـا إلـى حـد كبيـر. ذهـن المؤلـف الموسـيقي فُيحّولهـا عـن طريـق التدويـن
الموسـيقي إلـى صـورة بصريـة مكونـة مـن رمـوز وإشـا ارت
ومـن هنـا يمكـن ان نلمـس إشـكالية التعامـل المطلـق متعـارف عليهـا تقـوم بتسـجيل الموسـيقى المؤلفـة لحفظهـا
مـع بعـض عناصـر التدويـن الموسـيقي كمعيـار كمـي وإعـادة أدائهـا مـرة أخـرى .ونظـ ار لطبيعـة الموسـيقى
يحـدد الاقتبـاس الموسـيقي ومشـروعيته فـي الموسـيقى الغربيـة المركبـة (متعـددة الألحـان التـي تسـمع فـي آن
المصرية وما شـابهها أولا لأن الموسـيقى أغلب الظن قد واحـد) فـإن التدويـن يسـاعد علـى تنظيـم أداء الأدوار
اعتمـدت علـى النقـل الشـفهي لـم يدّونهـا مبدعهـا الأصلـي الموسـيقية المختلفـة التـي أبدعهـا المؤلـف بـأدق شـكل
(إلا فـي حالـة بعـض المؤلفيـن المصرييـن مـن الدارسـين ممكـن .وعلـى الرغـم مـن التفصيـات التـي يمكـن
الذيـن يعتمـدون فـي إبداعهـم علـى التدويـن الموسـيقي وهم ان يحتويهـا التدويـن الموسـيقي للاقتـ ارب مـن الصـورة
ليسـوا الأغلبيـة) .وإن وجـدت مدونـات للعمـل الموسـيقي المسـموعة الأصليـة التـي أ اردهـا المؤلـف الموسـيقي فـإن
مـن ِقَبـ ْل متخصصيـن فـي التدويـن فقـد تختلـف نسـخ التدويـن الموسـيقي المعـروف لا يمكـن اعتبـاره تسـجيلا
المدونـات فـي بعـض عناصرهـا تبعـا لإشـكاليات خاصـة دقيقـا لـكل عناصـر العمـل ويظـل هنـاك مسـاحة ــ حتـى
لـو كانـت علـى نطـاق ضيـق ـــ لتأويـل المـؤدي وتدخلـه
بطبيعـة التدويـن الموسـيقي كمـا نوضحـه كالتالـي:
أحيان ـا.
إشـكاليات بعـض عناصـر التدويـن الموسـيقي كمعيـار
لتحديـد الاقتبـاس المشـروع أمـا الإبـداع الشـفاهي للموسـيقى فتبـرق فيـه الأفـكار
الموسـيقية فـي خيـال المبـدع ليسـجلها عـن طريـق الأداء
مـّر التدويـن الموسـيقي التقليـدي المسـتخدم علـى سـواء بالغنـاء أو العـزف ثـم ينقلهـا للمـؤدي سـماعا
نطـاق واسـع فـي العالـم بم ارحـل عـدة عبـر عصـور (بالتواتـر الشـفاهي) الأمـر الـذي يتـرك مسـاحة أوسـع
موسـيقية متعاقبـة حـاول فيهـا الموسـيقيون التعبيـر عـن للإضافـة والتصـرف الفنـي للمـؤدي( .علـى سـبيل المثـال
أدق التفصيـات التـي يريدهـا المبـدع فـي إخـ ارج عملـه يمكـن أن نلمـس ذلـك عندمـا نسـتمع إلـى أداء أم كلثـوم
مـن خـال إضافـة مجموعـة مـن الإشـا ارت والرمـوز لإحـدى أغانيهـا ونلمـس إضافاتهـا الأدائيـة للحـن الأصلي
والمصطلحـات التـي تعبـر عـن عناصـر الموسـيقى الـذي أبدعـه الملحـن ويمثـل ذلـك الأمـر إحـدى جماليـات
المختلفـة مـن لحـن وإيقـاع ولـون صوتـي وطابـع موسـيقي
الموسـيقى العربيـة بوجـه عـام).
وتعبيـري وأسـاليب أداء ....الـخ.
ولا شـك أنـه مـع تطـور الممارسـة الأدائيـة للموسـيقى
وإذا كان التدويـن قـد اعتمـد فـي التعبيـر عـن الدرجـات فـي الوطـن العربـي مـن خـال زيـادة أعـداد العازفيـن فـي
الصوتية او النغمات التي تتكون منها فكرة لحنية معينة الفـرق الموسـيقية وتوزيـع الأعمـال الموسـيقية فـي نسـيج
بالإشـارة إلـى موضـع محـدد علـى المـدرج الموسـيقي متعـدد الألحـان والاعتمـاد علـى العازفيـن الدارسـين قـد
لـكل نغمـة مـن نغمـات اللحـن ،فـإن الامتـداد الزمنـى
20

