Page 183 - merit mag 36- dec 2021
P. 183
181 الملف الثقـافي
ونجيب محفوظ ،كما أنها خاتمة يشكو غربته وانفصاله عن
استقت من معجم الصوفية أصله ،وأصله من الجنة.
ركزت الدراسة على صوفية ولا تظن أني تز ّيد ُت على
الكبير ،عند المتصوفة إبراهيم داود التي غايرت
المسلمين جمي ًعا ،فكان قصيدة «الوحيدون» بشيء
الحزن ،والغناء ،والتطلع صوفية شعراء السبعينيات من عندي ،بل إن الشاعر قد
إلى عالم الصفاء والبراءة، مغايرة واضحة ،لأنه لم يكن وضع بنفسه تعريفه لمن هو
من أغزر معانيهم دورا ًنا في
شعره ،والخلاصة أن البعد يمتح من منبع أدونيس، «الوحيد» فقال:
الصوفي عند إبراهيم داوود وربما هام الشاعر بشعر «الوحيد هو الشخص الذي
هو كما شرحنا صوفية محمد عفيفي مطر زمنًا،
«الماوراء» ومنبعها النظر لما لكنه وهو يكتب قصيدة النثر يرجع إلى بيته
في عمق الكون ،والإنسان، كان قد استقر على طريق كل ليلة
والطبيعة ،نظرة ملؤها اليقين
في قيمة الإنسان لا قيمة الشعر النابع من داخل ولا يعرف نهاية للطريق»
المال ،واليقين في الفن طري ًقا نفسه ،ومن عذاب معاناته إن الوحيد هو واحد من
هو ،وقد تشابهت صوفية
للخلاص إبراهيم داوود مع أنماط من أهل الطريقة ،هو المتصوف،
الصوفية في العصر الحديث، يمشي في طريق الحقيقة
لو شئنا أن نحددها فهي
صوفية جبران خليل جبران، يبحث عن الحب ،وصوفيته،
هي التي وصف ُتها بصوفية
وصلاح عبد الصبور،
الماوراء ،ما وراء الظاهر
والأشياء ،وما وراء الكلمات.
الهوامش:
* أستاذ النقد والأدب الحديث -جامعة دمياط.
-1إبراهيم محمد منصور ( )١٩٩٩الشعر والتصوف ،الأثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر ،دار الأمين ،القاهرة،
وقد سبق هذه الطبعة طبعة خاصة صدرت في طنطا .١٩٩٦
-2إبراهيم منصور ،المرجع السابق صص.٣٣٥ -٢٩٩
-3إيمان مرسال ( )١٩٩٠اتصافات تخرج من كاف التكوين ،كتاب الغد ،القاهرة.
-4راجع:
https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%8A%D9%85%D
8%A7%D9%86%D9%8A
-5المعجم الوسيط ( )١٩٨٥مجمع اللغة العربية ،القاهرة ،ط ،٣مادة «نبت».
-6الجرجاني ( )١٩٨٦التعريفات ،بغداد ،ص.٣٨
-7إبراهيم داود ( )٢٠١٠تفاصيل ،ضمن مجموعته «ست محاولات» دار ميريت ،القاهرة ،ص.١٣
-8وردت أغلب هذه الألفاظ في الرسالة القشيرية ،وهو كتاب يجمع مؤلفه عبد الكريم بن هوازن القشيري (-٣٧٦
٤٦٥هجرية) أقوال المتصوفة وتعريفاتهم التي تدل على رؤيتهم( .راجع طبعة دار الكتاب العربي ،بيروت)
-9إبراهيم داود :ست محاولات ،ص.٣١
-10إبراهيم داود ،ست محاولات ،ص.٣٣
-11المصدر السابق ص.٣٤
-12ديوان صلاح عبد الصبور( )١٩٧٢الجزء الأول ،دار العودة ،الطبعة الأولى ،بيروت ،صص.٢٩٢ -٢٧٦
-13إبراهيم داود ،ست محاولات ،صص.٥٠ -٤٠
-14القشيري،عبد الكريم بن هوازن ( )١٩٥٧الرسالة القشيرية في علم التصوف .دار الكتاب العربي ،بيروت ،ص.٦٥
-15راجع الرسالة القشيرية فصل بعنوان «باب في السماع» صص.١٥٧ -١٥١