Page 263 - merit mag 36- dec 2021
P. 263
261 ثقافات وفنون
شخصيات
المرأة بالرجل في كل الحقوق أول جامعة مصرية تضم كليات الفرنسية والتركية والإنجليزية
السياسية ،وتقييد حق الرجل مختلفة ،كما هو الحال في الدول في نجاحها المنقطع النظير في
الأوروبية المتقدمة .وعلى الرغم الانتقال من جهودها الحثيثة
المطلق في الطلاق ،وإتاحة للعمل التطوعي والخيري ،إلى
الاختلاط بين الجنسين في من محاربة المعتمد البريطاني
مرحلتي الحضانة والابتدائي. اللورد كرومر ،المعارض لكل التبشير بآراء النخبة من سيدات
كما واظبت هدى شعراوي مجهود يبذل في تقدم البلاد، المجتمع في السياسة والتعليم
حضور المؤتمرات النسوية عن طريق المقالات الصحفية
الدولية بتركيا ،حيث الزعيم إلا أن حملة التبرعات التي
التركي أتاتورك ،معربة عن قادتها بسخاء الأميرة فاطمة، والمحاضرات العلنية التي تولت
إعجاب وشكر سيدات مصر كريمة الخديو إسماعيل ،مفتتحة بنقلها من الصالونات إلى المجال
بحركة تحرير المرأة التي قادها سي ًل من التبرعات ،أيدها أهم العام ،فأصبحت أيقونة للحركة
مفكري مصر في تلك الحقبة،
في تركيا. من أمثال أحمد لطفي السيد، النسائية ،ومحاضرة فذة من
رأى الشعب المصري في هدى وسعد زغلول ،ومصطفى كامل، الطراز الأول ،ومصد ًرا رئيسيًّا
لشئون المرأة ،وداعية لاكتساب
شعراوي سفيرة نهضته، وغيرهم.
ورم ًزا لتطلعاته في الاستقلال، قبلت باحثة البادية أن تكون المزيد من الحقوق الاجتماعية
واكتسبت تأيي ًدا عربيًّا ومصر ًّيا من أوائل المحاضرات بالجامعة، والسياسية ،واقتحام مجالات لم
بمقالاتها ودفاعها عن قضايا وتبعتها م ّي زيادة ،بل وهدى
وطنها من الوحدة بين مصر شعراوي نفسها ،خلال سنواتها يكن للمرأة المصرية أي نصيب
والسودان ،إلى رؤيتها المبكرة الأولى .كما تعاونت مع كل من في ولوجها والعمل بها.
أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد،
للخطر الصهيوني تجاه كانت هدى شعراوي في سن
فلسطين والعالم العربي ،الذي وعميد الأدب العربي د.طه الأربعين عام ،1918حين
شغل أيامها الأخيرة ،إذ توفيت حسين ،في قبول أول دفعة من
أثناء كتابتها لبيان تطالب فيه خريجات المدارس المصرية ،بل تحدثت علنًا لأول مرة بمناسبة
جميع الدول العربية لأن تقف وأشرفت على سعي المتفوقات إحياء ذكرى رائدة من أهم
ص ًّفا واح ًدا في قضية فلسطين. رائدات الحركة النسائية
تمثل رحلة تلك السيدة العظيمة منهن إلى الالتحاق بالبعثات المصرية ،السيدة ملك حفني
من مصر سج ًل فري ًدا يشهد الدراسية إلى الدول الأوروبية ناصف ،التي عرفت بلقب
بأصالة الفكر ،وعظمة المرأة للحصول على درجات عليا. «باحثة البادية» ،وكانت هدى
المصرية .فكانت بحق سيدة أنشأت هدى شعراوي الاتحاد شعراوي قد تعرفت ،عن طريق
صديق زوجها علي بك بهجت،
عربية لكل العصور النسائي المصري وترأسته،
فأخذ في النمو والانتشار، بمارجريت كيلمان ،المحاضرة
الهوامش: ليصبح الاتحاد النسائي في شئون المرأة خلال زيارتها
* أستاذ الأدب ،قسم اللغة العربي .وكان من الطبيعي أن لمصر .وطلبت إليها أن تلقى
الإنجليزية وآدابها ،كلية الآداب، ُتدعى هدى شعراوي لحضور محاضرة عن أحوال المرأة في
الشرق والغرب بمنزل خيري
جامعة الإسكندرية. أول مؤتمر دولي للمرأة أقيم باشا ،وهو المنزل الذي أصبح
-هدى شعراوي ،مذكرات هدى بروما ،والذي حضرته بصحبة
نبوية موسى ،وسيزا نبراوي، فيما بعد الجامعة الأمريكية
شعراوي ،مؤسسة هنداوي بالقاهرة ،فلقيت نجا ًحا وتقدي ًرا
للتعليم والثقافة (.)2013 حيث التقين بموسوليني،
وشاركن في وضع أهم قرارات لم يكن أ ًّيا من السيدتين أن
المؤتمر ،ومنها المطالبة بمساواة تحلم به.
كانت هدى شعراوي بالطبع من
أشد المتحمسات لفكرة انشاء