Page 6 - merit mag 36- dec 2021
P. 6
العـدد 36 4
ديسمبر ٢٠٢1
ثارت ثائرة الإسلاميين ضد طه حسين افتتاحية
وكتابه ،ليس لأنه أراد أن يعمل
سمير درويش
عقله في التراث فقط ،بل لأنه نسف
قس ًما كبيًرا من كتابات المفسرين رئيس التحرير
القدماء ،واتهمهم بانتحال الشعر
ونسبه للشعراء الجاهليين كي يمرروا “في الشعر الجاهلي”..
تفسيرات تناسب هواهم للنصوص
بين منهج الشك الديكارتي
المقدسة ،ومن شأن هذا أن يثير وتنافس الأزاهرة!
الناقلين الذين استراحوا إلى المنقول
وحفظوه وأعملوا جهودهم في توصيله
للأجيال التالية ،هؤلاء الذين توقع طه
حسين نفسه أن كتابه سيستفزهم.
كامل بنفسه. هذه الأيام تمر الذكرى 132لميلاد طه
وإذا تجاوز الباحث كتابه المشكل وأراد تتبع
حسين ( 15نوفمبر 28 -1889أكتوبر
أثر كتاباته في الفكر الديني عمو ًما ،سيجد ،)1973فقد عاش 84عا ًما أصدر خلالها
أنه تدرج من منهج «تغليب روايات تراثية
على أخرى» مما ورد في كتب التراث حول عشرات الكتب المتنوعة في الفكر الديني،
الحادثة الواحدة ،وصو ًل إلى قناعة فحواها والنقد الأدبي ،أكثرها إثارة للجدل،
أن «عامة المسلمين» يقتنعون بما ورد في
كتب التراث مع ما فيها من شطط وأنباء كتاب «في الشعر الجاهلي» الذي أصدره
غير معقولة تجافي العقل ،فقرر ألا يعادي عام 1926وعمره 36عا ًما .والواقع أن
هذا الرضاء العام (!) ،وأن يتعامل مع كتاب
السيرة النبوية لابن هشام باعتباره ملحمة الجدل الذي أحدثه سبق إصدار كتابه
عربية ،وأن يكتب عم ًل أدبيًّا مستفي ًدا منه، المشكل بأكثر من عشر سنوات ،حين وجه
كما يغزل الكتاب الأوروبيون على منوال
شيخ الأزهر بعدم إعطائه شهادة العالمية
ملاحمهم مثل الإلياذة والأدويسة ،وكما من الأزهر ،فاتجه إلى الجامعة المصرية
استفاد ُكتاب حول العالم من ألف ليلة
وحصل منها على الدكتوراه الأولى عن أبي
وليلة ،فكان كتابه «على هامش السيرة»، العلاء المعري ،ثم حصل على الدركتوراه
والغريب أن القراء تعاملوا معه باعتباره الثانية من جامعات فرنسا عن الفلسفة
كتاب تاريخ ،بالرغم من أنه قال صراحة في الاجتماعية عند ابن خلدون ،وأثناء
دراسته أثار جد ًل كذلك ،مما جعل بعض
مقدمته: أعضاء البرلمان يتهمونه بالزندقة ،وكادت
منحته تلغى لولا تدخل السلطان حسين