Page 277 - merit 36- dec 2021
P. 277

‫‪275‬‬           ‫ثقافات وفنون‬

              ‫سينما‬

‫جولييت بينوش‬  ‫جولي ديلبي‬                             ‫ايرين جاكوب‬              ‫‪-‬الألوان الثلاثة‪ -‬الأحمر‪،‬‬
                                                                         ‫والذي تدور أحداثه في جنيف‪-‬‬
  ‫العدل‪ ،‬فهو يحكم بالعدل وليس‬          ‫يشاهدوا ذلك ويستمتعون به‬
  ‫بالحقيقة‪ .‬ومن هنا قرر التقاعد‬    ‫أي ًضا‪ ،‬إجابتها لفتت انتباه (جولي)‬                        ‫سويسرا‪.‬‬
                                                                          ‫البداية وكالعادة‪ ،‬لقاء مصادفة‬
    ‫والبحث عن الحقيقة المختبئة‬       ‫لبعد جديد من أبعاد الحرية‪ ،‬أن‬         ‫بين الفتاة السويسرية الحالمة‬
   ‫داخل المحادثات التليفونية بين‬     ‫تفعل ما تحب طالما أنك لا تضر‬      ‫والمقبلة على الحياة (فالنتين)‪ ،‬ذات‬
 ‫جيرانه‪ ،‬وإذا تطلب الأمر منه أن‬      ‫أح ًدا‪ .‬وفي الفيلم الثاني شاهدنا‬      ‫الاسم المعبر عن الحب‪ ،‬والتي‬
    ‫يتدخل بشكل مجهول لإخبار‬        ‫المقامر (ميكولاي) وكيف استطاع‬         ‫تعمل موديل إعلانات وعارضة‬
‫الأطراف بالحقيقة؛ فهو يفعل ذلك‬                                         ‫أزياء؛ بالقاضي المتقاعد (جوزيف‬
                                        ‫إقناع الفتى الطيب الضعيف‬       ‫كيرن‪ -‬الممثل الفرنسي جون لوي‬
        ‫بدون أي تأنيب للضمير‪.‬‬      ‫(كارول) أن القوة هي ما ستجعله‬           ‫ترينتينيو) داخل منزله‪ ،‬حيث‬
    ‫حوار ممتد طوال مدة عرض‬                                                ‫وجدت عنوانه على طوق الكلب‬
   ‫الفيلم بين (جون) و(فالنتين)‬         ‫يواجه المجتمع ويجد له مكان‬       ‫الذي صدمته بسيارتها في طريق‬
                                     ‫فيه‪ ،‬وأن الضعف سيجعل منك‬
      ‫يكشف الكثير من الجوانب‬                                                           ‫عودتها للمنزل‪.‬‬
‫الإنسانية والنفسية لكليهما‪ ،‬بينما‬        ‫صي ًدا سه ًل لأناس ربما في‬     ‫منزل قديم مهمل لم يدخله زائر‬
                                       ‫الحقيقة أضعف منه‪ .‬وهنا في‬       ‫منذ سنوات وربما لم يدخله زائر‬
   ‫تدور بشكل متوا ٍز قصة قا ٍض‬      ‫الفيلم الثالث ‪-‬الأحمر‪ -‬القاضي‬       ‫أب ًدا‪ ،‬يقبع القاضي المتقاعد داخله‬
 ‫شاب (جار لفالنتين‪ ،‬ولكنهما لا‬     ‫المتقاعد (جون) يقنع الفتاة الحالمة‬  ‫أمام أجهزة تنصت ليتجسس على‬
  ‫يتقابلان) يقع في غرام محامية‬        ‫(فالنتين) بأن العدالة لا تعرف‬
                                      ‫البراءة‪ ،‬وأن القاضي نفسه لو‬             ‫مكالمات جيرانه التليفونية!‬
   ‫شابة (جارة لجون‪ ،‬ولكنها لا‬         ‫كان يعيش حياة أي متهم كان‬              ‫«البطل الضد» في سيناريو‬
‫تعرفه) ويتدخل (جون) بطريقته‬           ‫سيفعل مثلهم‪ ،‬سيسرق ويقتل‬           ‫الأفلام الثلاثة كما رسمه كاتب‬
 ‫لفك ارتباطهما بعد أن استمع الى‬    ‫ويكذب‪ ،‬ولكن الواقع أنه لا يعيش‬        ‫السيناريو والمخرج (كريستوف‬
                                      ‫حياتهم ولا يعرف الحقيقة إذا‬             ‫كيشلوفسكي) بالاشتراك‬
   ‫مكالمات جارته المحامية وعلمه‬     ‫كانوا مذنبين أم لا‪ ،‬ولكنه يعرف‬         ‫مع شريكه المحامي البولندي‬
       ‫بخيانتها للقاضي الشاب‪.‬‬                                              ‫(كريستوف بيسوفيتش) هو‬
                                                                          ‫ليس بالطبع ضد البطل‪ ،‬ولكنه‬
  ‫الموسيقى في أفلام (كريستوف‬                                             ‫الشخص الشرير أو الخارج عن‬
                                                                          ‫القانون في نظر المجتمع‪ ،‬ولكن‬
                                                                         ‫يتعاطف معهم المتفرجون لأنهم‬
                                                                            ‫يحملون فلسفة خاصة تؤثر‬
                                                                          ‫في رحلة البطل‪ ،‬شاهدنا الفتاة‬
                                                                       ‫العاهرة (لوسيل) صديقة وجارة‬
                                                                          ‫(جولي) في الفيلم الأول‪ ،‬والتي‬
                                                                           ‫تعمل راقصة عروض عارية‪،‬‬
                                                                             ‫وبتلقائية أجابت على سؤال‬
                                                                         ‫(جولي)‪ :‬لماذا تعمل بهذه المهنة؟‬
                                                                          ‫ردت لأنها تحب ذلك وتستمع‬
                                                                        ‫به‪ ،‬وأردفت‪ :‬وأظن أن جميع من‬
                                                                         ‫يحضرون عروضي يحبون أن‬
   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281   282