Page 47 - merit 36- dec 2021
P. 47

‫‪45‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

                                                 ‫عيد صالح‬

                                                  ‫لوحة‬

                            ‫قال الناقد المتحذلق‬                                   ‫قلت هو اللون‬
             ‫هذا الفراغ والظل تلك الحفرة والتل‬              ‫والخطوط والمسافات والشجر المتعانق‬

                ‫والعينان طوافتان في مدار اللون‬                         ‫والأغصان أصابع تتراشق‬
        ‫والكون انعتاق الخطوط في مسار الضوء‬                      ‫والأوراق شفرات الجوي والحنين‬
         ‫وانبلاج الحلم من فتوق البريق والعتمة‬
                                                                            ‫رسائل طيرتها الريح‬
           ‫والمابعد فيما وراء اليخضور والسواد‬                                  ‫علي ضفاف البوح‬
                                                                                   ‫أهازيج عشق‬
                                   ‫قال الجدار‬
      ‫أنا الحافظ للمتون من ظلام الأقبية والغبار‬                         ‫لعندليب فاض به الشوق‬
       ‫أنا الحاضن للنقاشات والرؤي والتفاسير‬                           ‫والعصافير جوقة الزقزقات‬
‫والمشاهد الذي تعتريه الحيرة ويتوقف علي شفتيه‬          ‫في رقصة الوجود علي إيقاع الريشة والألوان‬

                                      ‫السؤال‬                                        ‫قالت اللوحة‬
  ‫والعاشقان اللذان يتهادي علي الأرض ظلهما في‬                              ‫لست ما تراه في الإطار‬
                                                            ‫معل ًقا علي الجدار في صالون برجوازي‬
                                ‫الضوء المخاتل‬                            ‫مغل ًفا بالصمت والجلال‬
                   ‫أنا الحائط الرابع الذي يسقط‬                        ‫أو في قاعة العرض والزوار‬
                                                       ‫يتيهون في لجة الألوان والتقاطعات والظلال‬
                          ‫بين الحقيقة والخيال‬                         ‫ويبحرون فيما وراء الوراء‬
                            ‫أنا الحرز والتميمة‬                   ‫أنا ذلك الطفل المعربد في الجوانح‬
                                                 ‫والعجوز الفيلسوف المهرج المستغرق في الغناء وفي‬
           ‫أنا الحارس الصامت والصمت الناطق‬
                  ‫حين تأتلق الدمعات في العيون‬                                             ‫البكاء‬
                               ‫وتندلع المشاعر‬                    ‫أنا صبوة الانعتاق وفتنة الولوغ‬
                            ‫أنا أول الحاضرين‬                  ‫أنا الجوع الأبدي والشبق السرمدي‬
                                ‫وآخر المودعين‬
                            ‫حين يتثاءب الوقت‬                              ‫موغل في التهجد والغي‬
                                 ‫وتدق الساعة‬                          ‫لا وصول لا نهاية لا ارتواء‬
                   ‫وأتنفس مع اللوحة الصعداء‬
   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52