Page 272 - m
P. 272
العـدد 56 270
أغسطس ٢٠٢3
«سماح» يظن أنها إشارة رمزية الدبلوماسية ماذا أقرأ؛ وفي تغيير كي يهنأ ويسعد ولو على حساب
لكلمة سماح أي قبول الاعتذار عما تتبعانه بكل مرة لم تكتفيا الجميع« ،السعيد» الذي لا مانع
والعفو ولكن في تأويلي ،يحمل لديه في جلب التعاسة والشقاء
أختاي بالسؤال عن اسم الكتاب، للعالم بأسره في سبيل تحقيق
الاسم دلالات أكثر وضو ًحا انتابهما الفضول عما يدور بين طموحاته ،من يتدبر حياة السعيد
وتشير مباشرة إلى حقيقة ثنايا الرواية فجاءتا مبتسمتين: الأسرية يظنه يفعل كل هذا من
أجل إسعاد زوجه وأولاده ،إلا
الشخصية ،فسماح لا تسامح فقط «بابا بيسألك الرواية بتتكلم أنه يمارس حقاراته على شريكته
بل تسمح أي ًضا :تسمح بالاقتراب عن إيه؟» لأجيب بسرعة البرق «إلهام» كي يشعر بلحظات رجولة
وبنسق بديهي« :قولوله سماح»! نادرة لا يستطيع التعبير عنها
منها بشروطها وبتسليم نفسها إن كانت «نيفين» أو «سوزي» سوى بقهر امرأته ،وهذا يثبت لنا
طواعية بعد الموافقة على «مقاولتها هي البطلة المحورية للرواية ،فإن أن «ليس كل من جاور السعيد
«سماح هي الرواية» ،على غرار
أو عمولتها» ،وعلى عكس ما هو دور النجمة الأيقونية عبلة كامل يسعد».
سائد في عالم الرجال والنساء
بأن الرجل الغني أو صاحب في المسلسل الشهير «حديث (قولوا لهم سماح)
السيطرة هو من له اليد العليا الصباح والمساء» تمتد شخصية
في العلاقة وهو من يأمر ويطاع سماح كالوتد في الرواية بحيث هناك أغنية بديعة للمطرب
وتنفذ أوامره ،لا تتم الأمور في والملحن المصري تامر عاشور
عوالم «سماح» وف ًقا لهذا المنوال لا يمكنك تخيل الرواية بدون عنوانها (قولوله سماح) أعدها
المتكرر بل يظهر الرجال هم من وجودها فمنها ينطلق الشرر
يدورون في فلكها ويسعون إليها الأول للبركان وإليها تنصب أفضل ما جادت به قريحته
ولو بغرض اتقاء شرها أو كسبها جميع تفرعات العقد الفرعية، الذهنية من موهبة ومن أفضل
لضمها لصفوف معسكر ضد فما من حدث جلل بالراوية لم
آخر كما حدث في ذروة أحداث تكن ضالعة به ولو بالحضور ما تم إنتاجه في عالم الغناء
المصري بآخر عقد ،ولأن من
الرواية. الجسدي أو إبداء الرأي. عاداتي الأثيرة مؤخ ًرا بعد مكوثي
سماح هي كل ما نرفضه ونسعى تتأتى بداية الرواية لظهور سماح أغلب الوقت بالمستشفى التمعن
في القراءة حد التلاشي مع ما
إليه ،هي فطرة حواء الأولى بالتمهيد لها وإحكام الحبكات أقرؤه لدرجة انفصالي عما يدور
وغواية عشتار ،هي بساطة الفرعية الأولية إلى أن تتقدم
طموحات مطلع العمر وهي الرغبة سماح فيجد القارئ نفسه ليقول في البيت من حولي ،فحينما
في الحصول على كل ما تطوله ها هي السبب والأساس لكل ما يناديني أبي ويجدني منخرطة
أيدينا بعد أن نبتلى بلعنة الإدراك، حدث ،الضحية والجلاد ،الجريمة متوحدة مع الكتاب يطلب إلى
سماح هي مرآة الرغبة في بلوغ والعقاب ،الجانية والمجني عليها، شقيقت َّي أن تعرفا مني بطريقتهما
طموحاتنا وإن كانت سارقة أعمار تبدأ فرادة «سماح» منذ الوهلة
الأولى لذكرها ،فمن يسمع كلمة
أو سارقة أرواح