Page 3 - baytelArab_Neat
P. 3
السفير :
أحمد رشيد خطابي
الأمين العام المساعد
رئيس قطاع الإعلام والاتصال
الأمن الغذائي ..الاعتماد على الذات
بعد الحالة الوبائية لجائحة «كورونا» التي تسببت في تداعيات صحية واقتصادية واجتماعية مهولة ،يواجه العالم
جراء النزاع الروسي -الأوكراني أوضاعا مقلقة ،إذ بحسب تقديرات الأمم المتحدة ،فإن 1.7مليار شخص معرضون لمجاعة أو
سوء تغذية وخاصة في إفريقيا والمنطقة العربية.
ذلكم أن العالم العربي يستورد بحسب منظمة الأغذية والزراعة حوالي 42بالمئة من القمح و 23بالمئة من الزيوت
النباتية من الدولتين المتحاربتين ،مما أثار تخوفات حقيقية بشأن ضمان الإمدادات الغذائية ومكونات الأسمدة ،ودفع
بالدول العربية الأكثر تضررا للبحث عن استراتجيات وأسواق بديلة.
وقد سجل التقرير الموحد لسنة 2021بشأن الوضع الماكرو -اقتصادي العربي المخاطر المهددة للقطاع الفلاحي ،من قبيل
تراجع الإنتاج وتفاقم ظاهرة التصحر ،مع العلم أن ثلاثة أرباع مساحة العالم العربي ذات طبيعة صحراوية وندرة المياه،
في ظل اعتماد 80في المائة من الأراضي المزروعة على التساقطات المطرية وهشاشة الأنظمة البيئية ،فضلا عن كلفة
الاضطرابات السياسية والاجتماعية وتدفقات الهجرة القروية .والحال أن الاكتفاء الذاتي من الحبوب تراجع في منطقتنا
العربية إلى 37في المائة خلال العقد المنصرم.
واستشعارا لخطورة هذا الوضع ،اعتبر معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام في كلمته -عبر الاتصال المرئي -أمام
أعمال الدورة 53للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك المنعقدة في يونيو المنصرم بتونس ،أن الأمن الغذائي بات
يشكل جزءاً من الأمن القومي ،محذرا من عواقب الفجوة الغذائية للعالم العربي التي تعد من أعلى المعدلات على الصعيد
العالمي.
ومنذ الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري في مارس ،2022مباشرة بعد اندلاع النزاع المذكور ،كرست
الأمانة العامة جهودها لجعل الأمن الغذائي أولوية في أجندة العمل العربي ،وبادرت إلى تكليف المنظمة العربية للتنمية
الزراعية بإعداد دراسة متكاملة تمهيداً لعرضها على مجلس الجامعة في دورته المقبلة.
والثابت ،أن لا خيار أمام الدول العربية ولو بتفاوت نسبي في ظل هذا الوضع الاستثنائي ،سوى الاعتماد على الذات
لتعبئة القدرات الإنتاجية بارتباط وثيق ،مع ضرورة تسريع العمل الاندماجي للنهوض بالقطاع الفلاحي ،وإصلاح بنياته
وزيادة مردوديته لإشباع الحاجيات الغذائية الأساسية للساكنة العربية.