Page 61 - 1469_Neat
P. 61

‫الدرس الخامس من الآداب الإسـلامية‬
                   ‫الإيـثـــار‬

‫قال المعل ُم لتلاميذه‪ :‬إ ّن در َسنا اليوم سيكو ُن في الأخلاق والآداب‬
                          ‫الإسلامية‪ ،‬وسنتحدث عن ( ُخ ُلق الإيثار ) ‪.‬‬

‫ومعنى الإيثار هو‪ :‬أ ْن تق ِّد َم وتف ّضل غي َرك على نف ِسك ل َس ِّد حاجته‪ ،‬فإذا‬
‫كا َن عندك ما ٌل تحتا ُج اليه لنفسك‪ ،‬وجاءك محتاج‪ ،‬وأعطي َته هذا المال‪،‬‬
‫فهذا إيثار‪ ..‬وإذا حص ْل َت على عم ٍل أو وظيفة ورأي َت شخص ًا محتاج ًا إليه‬

                 ‫أكثر منك‪ ،‬وتنازل َت له عن حقك في العمل فهذا إيثار‪.‬‬
‫وض ّد الإيثار هو الاستئثار‪ ،‬وهو أ ْن يكو َن الإنسا ُن أناني ًا حريص ًا بخيل ًا‬
‫ينفر ُد بالأشياء وحده‪ ،‬فلا ُيعطي غي َره منها‪ ،‬ولا يفك ُر في مصلحة الآخرين‪..‬‬
‫إ ّن الاستئثا َر يو ّلد العداو َة والكراهي َة والحرما َن بي َن الناس‪ ،‬لأ ّنه يحرمهم‬

        ‫من حقوقهم‪ ،‬ويستولي عليها وحده‪ ،‬أو هو وجماعته الخاصة به‪.‬‬
‫إ ّن دي َن الإسلام هو دي ُن الإيثار ورفض الاستئثار‪ ،‬وإ ّن الإنسان الذي ُيؤثر‬
‫الآخرين على نفسه هو إنسا ٌن يتص ُف بأخلا ٍق حميدة‪ ،‬ونف ٍس كريمة‪ ،‬يحتر ُمه‬

                   ‫النا ُس ويح ّب ُه الله‪ ،‬لأ ّنه يح ُّب الخي َر والنف َع للآخرين‪.‬‬

                                      ‫نماذج من الإيـثـــار‬

‫تتذ ّكرون في دروس ال ّسيرة أ ّن النب ّي محمد ًا (ص) وأصحا َبه هاجروا من‬
‫مكة إلى المدينة و ُس ّموا المهاجرين‪ ..‬وأ ّن أه َل المدينة الذين استقبلوهم‬
‫ونصروهم ُس ّموا الأنصار‪ ..‬لقد كان الأنصا ُر المث َل الأعلى في الإيثار‪ ..‬فقد‬
‫أعطوا إخوا َنهم المهاجرين الأموا َل والبيو َت وق ّدموهم على أنفسهم ل َيس ّدوا‬

                            ‫حاجا ِتهم‪ ...‬فمد َحهم الله سبحانه بقوله‪:‬‬

                                                         ‫‪58‬‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66