Page 2 - القطاع التعليمي في الشمال السوري(إحصائيات وأضرار)
P. 2

‫مقدمة عامة‬

      ‫تضرر القطاع التعليمي في سورية بشكل كبير خلال السنوات السابقة‪ ،‬من خلال الضرر والدمار الذي لحق بالبنى‬
      ‫التحتية التعليمية‪ ،‬بالإضافة إلى خسارة الكثير من كوادره في مختلف المراحل‪ ،‬فضلًا عن ارتفاع معدل التسرب‬
      ‫وتأرجح معدل حضور الطلاب في المدارس‪ ،‬نتيجة المخاطر الأمنية‪ ،‬وتدهور الوضع المعيشي للأسر السورية‪،‬‬

                                                                         ‫بالإضافة إلى ظروف التهجير القسري والنزوح‪.‬‬
      ‫وحسب التقديرات كان هناك أكثر من ‪ 1.7‬مليون طفل بين عمر ‪ 5‬و‪ 17‬سنة خارج المدرسة‪ ،‬وأن ‪ 1.3‬مليون‬
      ‫طفل آخرين كانوا معرضين لخطر التسرب‪ ،‬نتيجة ظروف الأزمة من هجرة ونزوح بالإضافة إلى تدهور للأوضاع‬
      ‫الأمنية والمعيشية‪ ،‬حيث إن الكثير من العائلات لم تعد قادرة على تحمل تكاليف العملية التعليمية من جهة‪،‬‬

                                ‫وبعضها الآخر اضطرت إلى إرسال أطفالها إلى سوق العمل لتأمين مصدر دخل إضافي‪.‬‬
      ‫ومن الجدير بالذكر أنه في عام ‪ 2009‬كان معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية في سورية ‪ %93‬وهو معدل‬
      ‫أعلى من المعدل المتوسط للدول متوسطة الدخل‪ ،‬والذي يساوي ‪ ،%90‬وأن معدل الالتحاق بالمرحلة‬
      ‫الثانوية كان ‪ %67‬وهو معدل يعتبر أعلى من المعدل المتوسط في المنطقة‪ .‬بينما التفاوتات في معدلات‬

                                                                        ‫الالتحاق بين الجنسين كانت هامشية ولا تذكر‪.‬‬
      ‫خلال السنوات السابقة تعرضت المدارس في أنحاء سورية جميعها إلى الكثير من الاعتداءات والضربات‬
      ‫العسكرية‪ ،‬والمقدرة بحوالي ‪ 4616‬هجوم‪ ،‬كما تم تحويل استخدام العديد من المدارس لتصبح إما مراكز إيواء‬

                                                                                             ‫للنازحين أو مراكز عسكرية‪.‬‬
      ‫الاعتداءات التي تعرضت لها المنشآت التعليمية‪ ،‬أدت إلى دمار كلي لبعضها‪ ،‬وضرر جزئي لبعضها الآخر‪ ،‬وأكثر‬
      ‫المنشآت التعليمية ضررًا هي المدارس الثانوية التي شكلت نسبة ‪ %14.7‬من مجمل المرافق التعليمية‬

                                                                       ‫المتضرر كليًا‪ ،‬والمعاهد المهنية بنسبة ‪%.14.5‬‬
      ‫جغرافيًا‪ ،‬كانت المرافق التعليمية في حلب حيث دُ ّمر حوالي ‪ 53‬مركزًا تعليميًا بشكل كامل‪ ،‬يليها درعا بـ ‪26‬‬
      ‫مركزًا تعليميًا مدمرًا‪ ،‬ومن ثم الرقة حوالي ‪ 11‬مراكز مدمرة كليًا‪ ،‬بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل دير الزور‪،‬‬
      ‫دوما وغيرها والتي تدمرت فيها حوالي أربعةً أو خمس ًة مراكز تعليمية فقط‪ ،‬بينما محافظات إدلب وحماة‬
      ‫تفاوتت الأضرار في المدارس بين مدمرة كليا أو جزئيا وبشكل عام تشير التقديرات إلى أن ‪ %54‬من المنشآت‬

                                                                                   ‫التعليمية لاتزال تعمل في سورية ‪.‬‬
      ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإن العديد من المدارس في أنحاء سورية المختلفة تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل‬
      ‫الكهرباء‪ ،‬والماء والصرف الصحي‪ .‬بالإضافة إلى مشكلة عدم التوزيع المتناسب للطلاب بين المدارس‪ ،‬فبعض‬
      ‫المدارس تشهد ازدحامًا بعدد الطلاب مثل مدارس إدلب‪ ،‬بينما في محافظات أخرى فإن المدارس غير مستغلة‬

                                             ‫بشكل كامل بسبب النزوح والحركة‪،‬بما فيها مدارس محافظة ادلب أيضا‪.‬‬
      ‫وبشكل عام فإن خسائر التعليم في سورية أوسع وأعمق أثرًا من الخسائر بالبنية التحتية‪ ،‬وأحد جوانبها هو‪:‬‬
      ‫وجود خسائر في الكوادر التعليمية من خلال هجرة الكثير من المعلمين‪ ،‬والذين لا توجد أرقام رسمية تقدر‬
      ‫عددهم من جهة‪ ،‬بالإضافة إلى تقديرات تفيد بوجود خسائر في الأرواح البشرية للعاملين في قطاع التعليم‬
      ‫بسبب الظروف الأمنية في بعض المناطق وتعرضهم للخطر مع بقائهم على رأس عملهم‪ ،‬حيث فقد أكثر من‬
      ‫‪ 216‬مدرسًا وعاملًا تربويًا حياتهم‪ ،‬بالإضافة إلى أكثر من ‪ 133‬مدرسًا وعاملًا تربويًا تعرضوا للخطف في معظم‬

                                                                                                            ‫المحافظات‪.‬‬

‫‪2‬‬

                                            ‫منسقو استجابة سورية‬
   1   2   3   4   5   6   7