Page 73 - merit el-thaqafia 38 feb 2022
P. 73

‫‪71‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

                                                    ‫أوس حسن‬

                                                           ‫(العراق)‬

                                                  ‫قصيدتان‬

        ‫مفارقات بسيطة ج ًّدا‬                              ‫تحت سماء قديمة‬

                ‫‪-1‬‬                                                     ‫هناك عشنا حاض ًرا أبد ًّيا‬
                                                                        ‫وتنفسنا أضواء المدينة‬
                    ‫لا وقت للعائلة والأصدقاء‪..‬‬       ‫كنا ملائكة أشقياء‪ ..‬وأعمارنا كأعمار الآلهة‪.‬‬
                       ‫ولا للحبيبات الخائبات‪..‬‬
                                                                              ‫أين كل هذا الآن؟‬
      ‫المزيد من الحب يعني الكثير من الخسارات‬       ‫الأسرار الحارسة‪ .‬والعشب الذي كان ينبت في‬
                                      ‫والدموع‬
                                                                                       ‫قلوبنا؟‬
                     ‫يعني أن يفقد العالم توازنه‬        ‫أين ذهبت تلك القهقات والأوجاع الصغيرة‬
        ‫فإما أن تدور المعادلة أو تستقيم الأرض؟‬
                                                           ‫والعيون التي تنبض بالمحبة والأسى؟‬
                ‫‪-2‬‬                                        ‫لون الكآبة يبعثر ملامحك بين الصور‬
                                                       ‫وتطاردك الكلمات التي انقرضت في لسانك‬
                                   ‫أيها الحب‪..‬‬
          ‫يا نشيد القرى في الصباحات الجبلية‪..‬‬                                ‫بيدين مبتورتين‪..‬‬
                                                  ‫كنت تسبح في نقطة دم قفزت من سكين الذاكرة‬
              ‫ويا خفق الجناح المكسور في الريح‬
          ‫أحب الوردة التي تبصق في وجه الريح‬                                        ‫ولم تغرق‪..‬‬
                                                         ‫كنت تمشي على حبل معلق بين الغيوم‪..‬‬
                 ‫وأكره الورد في قصائد الحالمين‬
                                                                                   ‫ولم تسقط‪..‬‬
                ‫‪-3‬‬                                              ‫رغم الريح التي اقتلعت عظامك‪..‬‬

‫الذين يكرهونك بصدق‪ ..‬جعلوك صام ًدا حتى الآن‬                                           ‫لم تسقط‬
     ‫يوما ما‪ ..‬ستحرث الهواء بحثًا عن عدو قديم‬     ‫مازلت تراهم‪ ..‬تحت سماء قديمة‪ ..‬وشمس أقل‬

                ‫‪-4‬‬                                                               ‫حمرة من الآن‬
                                                                  ‫ليس الغياب موج ًعا ولا قاسيًا‬
                      ‫من أعطاك مفاتيح البحر؟‬                ‫الغياب هو أنك ما زلت تمضي هناك‪..‬‬
                     ‫من وهبك سماء بلا نجوم؟‬
       ‫من أشعل الليل‪ ..‬لتموت الفكرة من البرد؟‬                                     ‫وتمضي هنا‬
                                                                      ‫فلا «هنا» لك‪ ..‬ولا «هناك»‬
                ‫‪-5‬‬                                               ‫الغياب‪ ..‬أصوات ترتطم برأسك‬
                                                          ‫ثم وجوه تنظر من داخلك بخواء مرعب‬
 ‫أيها الإله الغجري العجوز‪ ..‬لم يعد إبليس وحي ًدا‬                 ‫وأنت وحدك الذي يتكرر دائ ًما‪..‬‬
                   ‫كل الملائكة تمردت عليك الآن‬    ‫وحدك الذي تشيخ‪ ..‬ثم تعود طف ًل‪ ..‬ثم تشيخ‪..‬‬
                        ‫فإما أن تطفىء الجحيم‬          ‫وحدك الذي ترتعد خلف انعكاسك الغريب‪..‬‬
                     ‫أو تلقي بنفسك في الهاوية‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78