Page 78 - merit el-thaqafia 38 feb 2022
P. 78

‫العـدد ‪38‬‬                           ‫‪76‬‬

                                                              ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

‫رشيد طالبي علوي‬

‫(المغرب)‬

‫نصوص‬

                          ‫أحتفظ بملابس اهترأت‬                   ‫البيت‬
                             ‫بأقلام جف مدادها‬
                              ‫بقصاصات جرائد‬                                 ‫البيت الذي غادرناه‬
                                                                               ‫بقي هناك خلفنا‬
                      ‫نوارة محنطة في دفتر قديم‬                                  ‫لم نلتفت وراءنا‬
         ‫صور غامت بعد أن جدد الزمن مياه نهره‬                                  ‫لم نترك أعضاءنا‬
    ‫النهر الذي يجرف دون رحمة أيامنا إلى مصبه‬                                           ‫أنفاسنا‬
                                                                                ‫أخذنا كل شيء‬
                                        ‫الأخير‪.‬‬
                                                                             ‫كنا قساة وبلا ندم‬
                 ‫نباح‬                                                ‫لا حنين يقرع جدران القلب‬

           ‫وتهاجمك الذكريات من حيث لا تدري‪..‬‬                                  ‫لم نحمل تذكارات‬
‫مثل الكلاب التي باغتتنا حين دخلنا «ملكية خاصة»‬                                 ‫لم نذرف دمو ًعا‬
                                                                                ‫أخذنا كل شيء‬
   ‫دون أن ندري ‪-‬كنا قد ابتعدنا عن حدود المدينة‬
   ‫كثي ًرا‪ -‬نباحها المرعب أخرج صاحبة الأرض من‬                           ‫فقط أصواتنا التي بقيت‬
  ‫منزلها‪ ،‬لكن الماكرة لم تحرك ساكنًا وهي تشاهد‬         ‫والكلام الذي تخلصنا منه كأكياس القمامة‬

     ‫الخوف يرسم ملامحه على وجوهنا المتوسلة‪.‬‬                       ‫ظل يتردد بين الغرف الفارغة‪.‬‬
 ‫ذلك الحادث لم يكن نهاية القصة‪ ،‬إذ كانت تنتظرنا‬
                                                              ‫عن الزمن‬
  ‫ليلة بيضاء امتدت طويلة حتى بدايات فجر اليوم‬
                                         ‫التالي‪.‬‬    ‫أيقظت الخادمة «بروست» من نوم متأخر‪ ،‬ثم‬
                                           ‫‪.....‬‬             ‫قدمت له قطعة «المادلين» مع الشاي‪.‬‬
                                           ‫‪.....‬‬
                                                       ‫ما إن تذوق أول قضمة حتى انهمرت عليه‬
‫كان يو ًما ربيعيًّا بدأ بوليمة في غرفة صديق‪ ،‬جمعت‬                          ‫الذكريات مثل شلال‬
‫رفقة تقطعت بينها حبال التواصل بعد كل السنوات‬
                                                    ‫طب ًعا أنا لا أشبه هذا الباحث عن زمنه الضائع‬
             ‫التي تناثرت مثل حبات سبحة عتيقة‪.‬‬         ‫في شيء‪ ،‬لكنني مثله أهوى مطاردة الوحش‬

                                                   ‫الأسطوري هذا رغبة في استعادة لحظات تركت‬
                                                                               ‫خد ًشا في الروح‪.‬‬
   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83