Page 219 - Demo
P. 219
سورية وجبال فلسط وبطاح العراق. وهل الدار إ الوطن العربي؟ وهل الحق الذي لها علينا إ الجهاد سبيل إنقاذها؟، لقد مرت بي الطائرة سماء فلسط ، ثم أنزلتني م العربية، ورأيت فيها ما رأيت. فما استطعت أن أخاطبها بغ أنشودتنا ا عارك: يا دار لنا...
حقك علينا وشاء الزمن ا عادي أن يحيينا، فمد الله العمر، ويممت شطر الشام، البلد العربي السيد ا ستقل، فما كدت أكحل الع برؤية الراية العربية خفاقة، وما كدت أرى ابتسامة العز ترتسم ع أول وجه لقيته حتى نسيتكلألمأصابني هذهالدنياوماعانقتأًخاإ أحسستأنني أضم إ صدري هذه ا مة كلها. وماذا كنت أسمع ساعات اللقاء من إخواني ا جاهدين الذين رافقوني ساحات النضال؟ هذا مجاهد يقول وهو يعانقني تنسني هذه ا رة، وآخر يقسم إنه منتحر إذا لم يرافقني معركة فلسط ا قبلة. وهذا شيخ آخر يقول وهو يعانقني: لقد غدوت شي ًخا، ولكن لدى ث ثة أو د، وهؤ ء سيؤدون الواجب ا لقى ع ، فينوبون عني... ا ول فتح عينية ع أصوات مدافع ميسلون، والثاني خرج إ هذه البسيطة يوم كانت دمشق تلتهب بنار قنابل الفرنسي أوائل الثورة؛ أما الثالث وهو صغ ، فقد ولد يوم الج ء ع أصوات الزغاريد وصيحات ا بتهاج؛ لقد أحسست وأنا أستمع إ هذا الشعور أن دينا جدي ًدا وواجبًا جدي ًدا ملقيان ع كاه ... وهذا ما حبب إ ّ الحياة، خشية ا وت، فلطا ا اندفعت نحوه، وقد تخطاني كث ً ا وبالغ التخطي، وأنشبت أظفاره جسمي تسعة وأربع مكانا... ولم يظفر بأمنيته. ولكنني أحببت هذه الحياة تمكن من أداء ا قساط الباقية وا ستحقة. إن سعادتي وافتخاري بانتسابي إ هذا الشعب العريق حد لهما.
218