Page 264 - Demo
P. 264

التاريخ وكث ون هذه ا يام، ذهبوا وسيذهبون وتذهب استثناءاتهم معهم ليمكث فقط ما ينفع من شعرهم. يطرب الشعراء  ن يُع  من شأنهم   حركة التاريخ، يثملون طربا، وعند اقرب منعطف تذهب السكرة وتأتي الفكرة فيع فون انهم ليسوا ع  ذلك العلو. كتب محمود درويش   مقال بداية سبعينيات القرن ا ا  «شعر   كل العواصم ولم يذهب الغزاة، ولم ي جل الطغاة، وماذا بعد،» واستمر يكتب الشعر حتى رحيل جسده عام 2008. «احبب حبيبك هونا ما» هذا الحكمة ليست شطر بيت من الشعر، انها حديث نبوي  يف، ويبدو ان مظفر النواب قد سار عليها، بعد ان اقبل وادبر ثم اقبل وادبر ع  دمشق وظل يقبل عليها ويدبر عنها. قال   احدى عوداته اليها انه يعود مقروح القلب: دمش ُق عد ُت ب  حزني و  فرحي... يقودني شب ٌح مضنى إ  شب ِح ضيّعُتمنِكطريًقاكنتأعرفه...سكراَنمغمضًةعينيمنالطفِح دمشقعدُتوقلبيكّلهقرٌح...وأينكانغريبغ ذيُقرِح هذي الحقيبة عادت وحدها وطني... ورحلة العمر عادت وحدها قدحي ا صاِبُحالليلمصلوبًاع أمٍل...أن أموَتغريبًاميتَةالشبِح مظفر كان ايضا ماهرا   الغناء، وصاحب نفس طويل ومزاج رفيع واداء متفرد، ولم يكن يش ط   سهراته الخاصة مصاحبة ا وسيقى لحنجرته، تجدون ع  اليوتيوب هذه القصيدة والتي سماها «دمشق – باللون الرمادي» مغناة بصوته وبأداء بديع.  اذا سماها اللون الرمادي؟ وهو الذي كان يراها بنفسجية   البداية؟ لقد امتد عمره وطالت غربته، صار يحب حبيبه هونا ما، وصار شبح ا وت يراوده.
263


































































































   262   263   264   265   266