Page 12 - العمل التطوعي
P. 12

‫وأدل على ذلك من موقف أسماء بنت أبي بكر الصديق في الهجرة النبوية المطهرة‪ .‬تلك هي الم أرة‬
‫المسلمة في عهد النبوة الأول‪ ،‬كانت رمز البذل والعطاء لهذا الدين‪ ،‬كانت تعيش لهذا الدين‪ ،‬لأجل نصرته‬
‫ورفعته‪ ،‬وهي بذلك لا تنتظر ثنا ًء من أحد‪ ،‬ولا عطا ًء من أحد؛ بل كان كل ذلك لوجه الله تعالى‪ ،‬وهذا هو‬

                                                                                   ‫العمل التطوعي‪.‬‬
‫حيث في حادثة الهجرة‪ ،‬كانت تأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبيها بالغذاء معرضة‬
‫نفسها للخطر‪ ،‬وأي ًضا ما كانت تفعله أم المؤمنين عائشة‪ ،‬رضي الله عنها‪ ،‬من تطبيب الجرحى وعلاج‬
‫المرضى‪ ،‬وتعليم العلم والفتيات‪ ،‬وكذلك ما فعلته زوجة عمر بن الخطاب‪ ،‬رضي الله عنه‪ ،‬حين أتاها‬
‫فأخبرها بأن هناك من يحتاج إلى المساعدة‪ ،‬وأن هناك ام أرة في المخاض‪ ،‬فما كان منها إلا أن لبت النداء‬

                                                                                    ‫ابتغاء وجه الله‪.‬‬
‫هكذا كانت الم أرة المسلمة في العمل التطوعي‪ ،‬سباقة إليه‪ ،‬مسارعة فيه حتى تحقق فيه قول المولى‪،‬‬

                                      ‫عز وجل‪{ :‬أُولَِئ َك ُي َسا ِرُعو َن ِفي اْل َخْيَار ِت َوهُْم لَ َها َساِبُقو َن} [المؤمنون‪]61 :‬‬

        ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

                                                                            ‫مسلم اليوسف ‪ ,‬تطوع المرأة المسلمة ‪ ,‬الضوابط والحالات‬

‫‪11‬‬
   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16   17