Page 68 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 68
العـدد ١٩ 66
يوليو ٢٠٢٠
أسماء جمال عبد الناصر
قصيدتان
حز ًنا معت ًقا وقتما يسألني عن الماضي وأوجاعه علاقة رضائية
التي يبصر أسبابها أمام ناظريه .أعجز أحيا ًنا
إلى آية طنطاوي
عن الرد إن بدأ الاستفسار ب َمن .تاريخ طويل من أنتبه اليوم إلى أن العلاقة الرضائية الوحيدة التي
علاقات متشابهة النتيجة.
. سمحت فيها لأحدهم بالقرب من وجهي -بل
والولوج لفمي كيفما شاء وبصبر جميل وكأنني
وددت اليوم لو أخبرته أن هذا ليس من شيم منزوعة ال َحول والقوة ،بل أي ًضا بإملاء رغباته عليَّ
المحبة في شيء ،تما ًما كالبكاء على لبن أُهدر وديار بينما أراني في استسلام خاشع شبه تام لما يحدثه
من اضطرابات وآهات صعو ًدا وهبو ًطا يربكني من
كدياري التي ُوطأت ِمرا ًرا حتى استحال بعضها رأسي إلى أخمص قدمي لأطول فترة ممكنة -هي
أطلا ًل .بالأمس القريب كنت أستعين بمن يزفني
إليه ويسلّمني له تسليم الأهالي .والآن كبرت يا أمي علاقتي به.
وأصبحت أقصد بيته بمفردي .أذهب إليه -بألم .
التجربة التي دعونا مرا ًرا ألا ندخلها -على أمل يدعوني لكرسيه الذي يرخيه ليستحيل سري ًرا
بنتائج جديدة كل مرة .لا أكف عن َعقد المقارنات بمجرد أن يضغط عليه .يدنو مني بعدما نتفق
رغ ًما عني ،ل َم أنتظر مواعدته لي وأشتاق إلى سكينة على تناغم الحركات المستقبلية بيننا .يسألني تارة
أن أضم كفي قابضة على إصبعه المنتصب داخل
اللقاء بعد تمنّع وتغافل رغم الألم. راحتي تمهي ًدا مطمئنًا لما سيقوم به بين شفتي
.
المنفرجتين بعد قليل.
ما جدوى لقاءات لا تترك لي كدمات إثر لمسات « -سأهز إصبعي ببطء ثم أسرع ،ورغم الاهتزاز
حميمة بل تخلِّف -كما فعل اليوم -لس ًعا دون
لذة لشفاهي أو جر ًحا نات ًجا عن إعمال شفراته لن تشعري بألم إثر التخدير الذي قمت به».
وأسلحته السادية .أعلم أنها آثار ستزول كسابقاتها فأصدقه وأستسلم .وتارة أخرى يطلب مني
الإشارة بيدي إن أحدث دخول وخروج أدواته التي
-وهن ُكثر -ولكن أتساءل جز ًعا إلى متى؟! أغض الطرف عنها تناسيًا وتغاف ًل عن الألم .أحزن