Page 35 - merit agust 2022
P. 35

‫‪33‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                                                  ‫د‪.‬رشا الفوال‬

     ‫طبيعة الخطاب الذهاني‬
‫للشخصيات‪..‬في «حيرة الكائن»‬

     ‫لمحمد عبد المنعم زهران‬

                 ‫مقاربة نقدية من منظور نفسي‬

       ‫لأن الخطاب الذهاني في معظم قصص المجموعة قائم على انفعالات‬
‫الشخصيات التي تعاني من اضطراب البناء اللغوي‪ ،‬كان الاستلاب الخيالي‬

   ‫هو السمة الغالبة‪ ،‬إذ على الإنسان أن يتطابق مع صورة الآخر المتخيل‪،‬‬
       ‫ويندمج معها‪ ،‬ويتعين بها‪ ،‬فنجد الرغبات العاطفية حيث يبزغ دور‬

‫المتخيل في قصة‪« :‬فردوس» مث ًل اتضح في كبت الواقع‪ ،‬الذي أبرز العلاقة‬
    ‫الخيالية بين الأنا والموضوع الخيالي للرغبة في شخصية «علي»‪ ،‬مع‬

‫ملاحظة أنه إذا كانت قوى الكبت هي المتأصلة في الشخصيات التي تعاني‬
                 ‫من الفصام‪ ،‬فإن إعادة البناء هي المتأصلة في البارانويا‪.‬‬

  ‫الفائزة بالمركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع‬  ‫من كون المعطى الأولي عند «جاك لاكان»‬         ‫انطلاقً ا‬
    ‫العربي عام ‪ ،2001‬والصادرة عام ‪ 2002‬في‬               ‫هو اللغة‪ ،‬ذلك الذي يحمل الثقافة‪،‬‬
   ‫طبعتها الأولى للكاتب محمد عبد المنعم زهران‪،‬‬          ‫والقانون‪ ،‬فالشخص مرهون بقوة‬

‫نفهم أن نقص الكينونة هو الدافع لتحقيق رغبات‬        ‫حاجاته‪ ،‬وقصور إشباعاته‪ ،‬تتضح هذه‬
‫الشخصيات من خلال المتخيل كمجاز‪ ،‬لا غرابة في‬               ‫العملية من خلال المعادلة الآتية‪:‬‬

  ‫ذلك فبواسطة دال الرغبة ينفتح الماضي بأكمله‪.‬‬                   ‫دال (أنا) لغوي‬
                                                               ‫‪-----------‬‬
      ‫أو ًل‪ :‬تمزق (الأنا) كدال‪،‬‬                               ‫مدلول (ذات) لغوية‬
     ‫وتغييب (الذات) كمدلول‬
                                                       ‫المعضلة هنا تتلخص في التساؤل الآتي‪ :‬كيف‬
    ‫إذا كان مفهوم الذات يعني معتقدات الإنسان‬      ‫تكون (الذات) لتحل محل (الآخر) الذي يسبقها في‬
  ‫عن ذاته أو ًل‪ ،‬وصورة جسمه ثانيًا‪ ،‬ومحتويات‬       ‫الوجود؟ ربما يمكننا الإجابة حيث يكون التجاوز‬
  ‫إدراكه لهذه المعتقدات ثالثًا‪ ،‬فـ(صورة الجسم)‬
  ‫تحتل جانبًا مه ًّما من جوانب حياة الشخصيات‬            ‫من خلال الرغبة التي تمثل مجاز النقص في‬
 ‫في المجموعة القصصية الحالية‪ ،‬وف ًقا لشعور كل‬     ‫الكينونة‪ ،‬وحيث يكون التهديد صاد ًرا عن حاجات‬

                                                     ‫الافتقار‪ ،‬في مجموعة «حيرة الكائن» القصصية‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40