Page 37 - مجلة التنوير - ج2 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 37
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
معالجة وتحليل البعض منها في هذه الورقة) إلى مجلــــــــــــــــة
حالة تدني وضع الم أرة ،وانحسار فرص الحياة
أمامها ،وخاصة في الدول الفقيرة ،والدول الأكثر فقًار، المساواة ،وبنفس القدر من الأهمية (لاحظ هنا صيغة
الينبغيات ،التي تعكس التباين في الاهتمام من جهة،
وها هي بعض المؤش ارت الدالة على ذلك: ويؤكد إيلاء الاهتمام بقطاع من الحقوق الإنسانية،
-هناك 31مليون فتاة ممن بلغن سن التعليم وإعطائه الصبغة التنفيذية الإل ازمية دون الاهتمام
الابتدائي غير ملتحقات اليوم بالمدارس (اليونسكو
المماثل لقطاع آخر منها ،من جهة ثانية.
.)2013
-خبرت %35من نساء العالم إما عنًفا جسدًّيا أو ويؤكد هذا التباين ما قامت به المفوضية الأوروبية
منذ عام 1992من إد ارج ما يسمى بشرط حقوق
جنسًّيا (منظمة الصحة العالمية .)2013 الإنسان في اتفاقياتها الثنائية للتجارة والتعاون مع
-ثلثا الأميين في العالم ،وعددهم 774مليون هم دول العالم الثالث ،والذي ينص على أن احت ارم
حقوق الإنسان والديمق ارطية يمثل عنصًار أساسًّيا في
من النساء (اليونسكو .)2013 الاتفاقيات ،وفي حالة وجود أي خرق يمكن تجميد
-ثلثا فق ارء العالم من النساء (الاتحاد البرلماني
الاتفاقية(.)3
الدولي .)2014 وليس من قبيل الصدفة أن يدرك و يشدد الميثاق
-واحدة من كل تسع فتيات في العالم تتزوج قبل الإفريقي ،والذي أُعلن في عام ،1981أهمية تغطية
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،بالإضافة
سن الخامسة عشرة (الأمم المتحدة للم أرة .)2013 إلى الحقوق السياسية والمدنية ،وهو الذي يضم دول
في ضوء هذه المؤش ارت تحاول منظمة الأمم القارة الأفريقية ،التي يقع الجزء الأكبر منها في
المتحدة والمنظمات واللجان والهيئات المتخصصة مجموعة الدول الأكثر فقًار ،ومن ثم الدول الأولى
التابعة لها تقييم وقياس وتحليل حالة حقوق الم أرة بالرعاية ،نظًار لمعاناتها الشديدة من الفقر والمرض
وملامح إنفاذها في دول العالم بالقا ارت المختلفة. ومن نقص فرص الحياة الكريمة .وعليه أدركت دول
وفيما يلي نشير إلى بعض من الخطوات والإج ارءات القارة الإفريقية ،وفي ضوء خب ارتها الواقعية المعاشة،
التي اتخذتها المنظومة الأممية لإنفاذ المساواة بين أولوية أو أهمية إنفاذ وتعزيز الحقوق الاقتصادية
الجنسين ومكافحة العنف ضد الم أرة في السنوات والاجتماعية والثقافية أولاً ،ثم يلي ذلك تعزيز الحقوق
السابقة ،ونعرض في النهاية لمجهودات ومحاولات المدنية والسياسية .هذا كما يمكن القول بأن مجموعة
المنظومة الأممية اليوم للعمل على تدارك هذه الدول الإفريقية وعت تحيز الدول الكبرى والمنظومة
الإخفاقات أو بالأحرى محدودية الإنجا ازت التي الأممية بوجه عام ،واهتمامها وتشديدها لإنفاذ الحقوق
أشارت إليها تقارير المتابعة من قبل اللجان والولايات
المدنية والسياسية على حساب مصالح تلك الدول.
التابعة للمنظمة. وتشير الإحصاءات الواردة عن المنظمات الدولية
-في 1979/12/18تبنت الجمعية العامة (ورغم مجهوداتها التي تمثلت في العديد من الاتفاقيات
للأمم المتحدة اتفاقية القضاء على كافة أشكال والعهود والصكوك والمؤتم ارت الدولية ،والتي سيتم
التمييز ضد الم أرة .وقد دخلت الاتفاقية حيز النفاذ
37