Page 61 - مجلة ثقافة قانونية عدد المؤتمر
P. 61
توصلت الدراسة إلى أن معظم التشريعات لا تزال قائمة على مفهوم المؤلف البشري ،وتعاني من فجوة تنظيمية في التعامل
مع الإبداع غير البشري ،رغم بعض المبادرات التفسيرية من الهيئات القضائية والإدارية ،كما ب ّينت أن هناك توج ًها متزايدًا نحو
تطوير أطر قانونية جديدة تستوعب هذا النوع من الابتكار ،دون الإخلال بالمبادئ الأساسية للملكية الفكرية ،مثل الأصالة والاستحقاق.
واختتمت الدراسة بجملة من التوصيات التشريعية ،أبرزها ضرورة تبني تعريف قانوني للمؤلف الرقمي ،وإنشاء فئة حماية
خاصة بالمصنفات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي ،وتعزيز التعاون الدولي لصياغة معايير موحدة تتماشى ومتطلبات الثورة الصناعية
الرابعة.
الكلمات المفتاحية :حقوق المؤلف الرقمية -الإبداع غير البشري -الابتكار التكنولوجي -حقوق الابتكار في البيئة الذكية-
الابتكار.
العقود الذكية والذكاء الاصطناعي :الإشكاليات القانونية
ـــــــــــــــــــ
منال بسيوني -عبد الملك تركي
تتناول هذه الدراسة التحليلية التحديات القانونية المرتبطة بالعقود الذكية ال ُمبرمة عبر تقنيات البلوكشين ،مركزةً على
مسألتي الأهلية القانونية للأطراف المتعاقدة وحجية الإثبات في ظل غياب الأطر التقليدية المعتمدة في النظام القانوني المصري
والعربي .فبينما توفر العقود الذكية قد ًرا عاليًا من الأمان والشفافية وسرعة التنفيذ ،فإنها تفتقر إلى آليات دقيقة للتحقق من هوية
المتعاملين؛ مما يثير إشكالات قانونية بشأن استيفاء الأركان الشكلية والموضوعية للعقد ،لا سيما شرط الأهلية الذي نص عليه القانون
المدني المصري في مادته .110
وقد أبرزت الدراسة مدى تعارض خصوصية المنصات الرقمية القائمة على التشفير مع متطلبات الأنظمة القانونية
التقليدية ،فض ًلا عن التحديات التي تطرحها هذه الخصوصية في مجال الإثبات القضائي .كما تناولت الدراسة الحلول التقنية المقترحة؛
مثل آليات "اعرف عميلك" اللامركزية وتقنية الإثباتات الصفرية المعرفة) ، (ZKPsودورها في تحقيق التوازن بين حماية الهوية
وضمان المشروعية.
وخلصت الدراسة إلى ضرورة تكييف الإطار التشريعي الوطني بما يسمح باستيعاب هذه التطورات التقنية دون
الإخلال بالضمانات القانونية ،من خلال الاعتراف الجزئي بالتقنيات الجديدة ،وتطوير نماذج هجينة تربط بين الذكاء البرمجي
تَ ْعقي َدا ُت تَ ْطبيق أَ ْح َكام ا ْل َم ْس ُؤوليَّة ا ْل َم َدنيَّة والمشروعية القانونية.
في َم َجال ا ْلج َرا َحة ال ُّروبوتية
ـــــــــــــــــ
ميادة محمود العزب
لا تختل ُف معايي ُر العلا ِج في الجراح ِة باستخدا ِم ال ُّروبو ِت أو في الجراح ِة عن بُع ٍد عن تلك المتط ّلَب ِة في الجراح ِة التَّقليد َّية ،إلا
أ َّن الدَّعوى القضائيَّة المتع ِلّقة بال َنّتائ ِج ال َّسلب َّي ِة بعد استخدا ِم تلك ال ِتّقنيَّا ِت تختل ُف عن الدَّعوى القضائ َّي ِة المتع ِلّق ِة بالجراح ِة التَّقليد َيّة؛ لأنَّه
سيكون من ال َّصع ِب إثبا ُت أ َّن الج َّراح قد اخترق معايير العلاج ،فالأم ُر أصبح أكثر تعقيدًا ،فيظه ُر أطرا ٌف جددٌ لا ِغنى عنهم في غرف ِة
العمل َّيات ،بالإضاف ِة إلى ذلك ،فإ َّن خصوص ّيَة ذلك النَّوعِ من الجراح ِة تتط َّل ُب تعاون صانعِ ال ُّروبو ِت الجراح ّيِ والقنوا ِت الموفِّرةِ
للمعلوما ِت ،مثل :شرك ِة الاتِّصالا ِت مع الج َّراحِ في أثناء إجرا ِء الجراح ِة ال ُّروبوتيَّة؛ سواء ال ُّروبوتيَّة عن قُر ٍب (التي تت ُّم داخل
المستشفى أو المراكز الطب َّية) ،أو تلك العابرة للحدود (الجراحةُ عن بع ٍد أو الجراحةُ ال َّسايبرانيَّة).
فالأدوا ُت ال ِّطبيَّةُ المستخدمة في الجراح ِة ال ُّروبوت ّيَ ِة تكون متَّصلةً بالحاسوب ،وتت ُّم من خلال شبك ِة الإنترنت) وذلك خلاف
الوضعِ في الجراح ِة التَّقليديَّ ِة؛ فالأدوا ُت تكون تحت التَّص ُّر ِف الكام ِل وال َّسيطرةِ التا َّم ِة لل َّطبي ِب ،ومن ثم إذا قامت شركةُ الهات ِف بقطعِ
الخدمة ،أو حدث ُعط ٌل ما فلن يكون للج َّراحِ أ ُّي سيطرةٍ على الأدوا ِت البعيدةِ المستخدم ِة في ال ِجراحة ،ففي هذه الحال ِة سيحاو ُل الج َّرا ُح
إثبات أن ال َّضرر ليس بسب ِب إهما ِله نحو المري ِض ،وإنما بسب ِب إهما ِل صانعِ الآل ِة الجراحيَّ ِة أو ال َّشركة المو ِّفرة لشبك ِة الاتِّصالات،
ومن المتو ّقَع هنا أ َّن ك َّل طر ٍف سيحاول التخلُّص من مسؤول ّيَتِه بإلقاء ال َّلو ِم على ال َّطر ِف الآخر ،ومن المحتم ِل في الن ِّهاي ِة أن يضيع ح ُّق
المدَّعي في التَّعوي ِض؛ حيث سيصعُ ُب عليه ،بل قد يستحي ُل إثبا ُت الخطأ ،لذلك سنتناو ُل ُمعضلة الإثبا ِت و ُسبل الح ِدّ منها أو على الأق ِّل
مجلة ثقافة قانونية -عدد خاص بمؤتمر القانون والذكاء الاصطناعي | 61Page