Page 34 - Islamic 6 th
P. 34

‫الوحدة الثانية ‪ /‬الدر ُس الراب ُع‪ :‬من السير ِة النبو ّي ِة المطهر ِة‬

                      ‫صل ُح الحديبي ِة‬

‫إن الإسلا َم دي ُن السل ِم والسلام‪،‬فرسول الله ( ص ) يؤك ُد ذل َك في صلح‬
‫الحديبية إذ عق َد صلح ًا مع قريش حقن ًا للدماء ‪ .‬وكما يؤكد الإسلام الس ّل ِم‬
‫يؤكد وجوب الدفا ِع عن النف ِس والأرض والعرض فالمسل ُم قو ٌي بإيمان ِه وعلي ِه‬

                        ‫دف ُع الظل ِم والظالمين ولا يعتدي على الآخرين‪.‬‬
‫‪ .1‬بع َد أ ْن تح ّق َق النص ُر والقوة للمســـلمي ِن في المدين ِة المن َّورة ق َّر َر الرســـو ُل‬
‫( ص ) في السن ِة السادس ِة من الهجر ِة أن يذه َب إلى مك َة المكرم ِة لأدا ِء‬
‫منا ِسك العمر ِة‪ ،‬وكان معه قراب ُة ألف وأربعمئة من أصحاب ِه َف َع ِل َم المشركو َن‬
‫في مك َة بمسي ِر الرسو ِل ( ص ) فاستع ُّدوا لقتال ِه‪ ..‬ولكن الرسول( ص ) غ َّي َر‬

                     ‫طري َق ُه‪ ،‬ونز َل في مكا ِن يس َّمى وادي الحديبي ِة‪.‬‬
‫‪ .2‬كا َن في الوادي بئ ٌر جاف ٌة فتوضأ الرسول ( ص ) في ِه وتمضم َض فانفج َر‬
‫الما ُء من البئ ِر‪ ،‬معجز ٌة للرسو ِل ( ص ) وكرام ٌة له‪ ،‬وشر َب المسلمو َن منه‬

                              ‫بع َد أن أصا َبهم العط ُش من قل ِة الما ِء‪.‬‬
‫‪ .3‬بع َث الرسو ُل ( ص ) شخص ًا إلى قريش يخب ُرهم بأ ّنه ما جا َء للقتا ِل‪ ،‬بل‬
‫لأدا ِء العمر ِة وهو مستع ٌد لتوقي ِع معاهدة صلح معهم‪ ،‬إذا تركوا القتا َل‪،‬‬
‫ولم يعار ُضوا الدعو َة الإسلامية‪ ،‬ثم أرس َل عثمان بن عفان (رض) للتفاه ِم‬

     ‫معهم فحبسوه فتأ َّذى الرسول ( ص ) وأصحابه لع ِملهم السيئ هذا‪.‬‬
‫‪ .4‬استع َّد الرسو ُل وأصحاب ُه للقتا ِل دفاع ًا عن الإسلا ِم‪َ ،‬ف َع ِل َم المشركو َن بقو ِة‬

          ‫المسلمي َن فوافقوا على الصلح‪.‬وكتابة معاهدة بي َن الطرفي ِن‪.‬‬

                   ‫ن ُص معاهدة الصل ِح‬

‫بع َد أن واف َق المشركو َن على الصل ِح‪ ،‬دعا الرسول ( ص ) علي بن أبي طالب‬
‫(ع) لكتاب ِة الوثيق ِة‪ ،‬وكان الرسو ُل ( ص ) ُيملي وعل ٌي (ع)يكت ُب‪ ،‬وا َّتف َق‬

                                                           ‫‪34‬‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39