Page 49 - Islamic 6 th
P. 49
في المجتمع،والسرقة تشجع الاشرار على ارتكاب جرائم أخرى اشدخطر ًا
كالقتل مثل ًا إذ قد يقتل السارق من رآه يسرق حتى لا ُيفتضح أمره ويعاقبه
القانون وبذلك يكون قد ارتكب جريمة أعظم.
لذا أكد رسول الله ( ص ) معاقبة السارق مهما كان نسب ُه وحسب ُه
وقوت ُه في المجتمع ،فالسرقة عمل قبيح لايفعله صاحب الخلق
والمروءةوالسارق يعاقب في الحياة الدنيا بأن يعاقبه القانون ويكون
مفضوح ًا بين الناس لا يثق به أحد ولا يحترمه أو يحبه أحد ،وكذلك يعاقب
الله تعالى السارق في الدنيا والآخرة إذ قال الله تعالى:
ﱫﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔ ﱪ الزلزلة 8
وهاكم هذه القصة :يروى ان جماعة من اللصوص دخلوا دار رجل
ليسرقوه ليل ًا فلما دخلوا رأوا طفل ًارضيع ًا فخافوا أن يبكي فيستيقظ أهله،
فحملوه بهدوء وأخرجوه إلى ساحة الدار ،وبعد ذلك نقلوا كل شيء ثمين
في الدار ثم دخلوا ليتاكدوا أنهم لم يتركوا شيئ ًا ،فتحركت ال ُأم في الفراش
وسمعوا صوت حركتها فاختبأوا بسرعة في إحدى غرف المنزل استيقظت
ال ُأم فلم تجد الصغير فايقظت زوجها وخرجا من الدار إلى ساحة البيت
مسرعين يبحثون عن الصغير ،فأصابتهم الدهشة لقد وجدوا صغيرهم
واثاثهم وكل ماهو ثمين خارج المنزل وفي هذه اللحظات سقط سقف
المنزل وسقطت جدرانه وكان الرجل وزوجته وطفله وأثمن ما لديهم خارج
الدار ،وفي الصباح وجدوا اللصوص تحت انقاض الدار.
هذه القصة تبين لنا عقاب الله تعالى للصوص في الدنيا قبل عقاب
الاخرة .إننا المسلمون علينا التحلي بالخلق القويم وبالنزاهة والامانة لأنه
ُخلق الإسلام الذي يقربنا إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى الناس جميع ًا.
49