Page 66 - Islamic 6 th
P. 66
إنما ضر َب الله هـذا المث َل للغيب ِة لأن أكـ َل المي ِت حرا ٌم ومستقذ ٌر والـغـيبة
كذلك حرام في الدين وقبيح ِة ،فش ّبه الله تعالى من يغتاب الناس بمن يأكل
لحم أخيه وهوميت وهذا غاية البشاعة.
ُ .2يروى أن رسول الله ( ص ) ومعه جماعة من الناس قد م ّروا برجل عاقبه
النبي ( ص ) لذنب ارتكبه؛ فاغتاب رجلان منهم ذلك الرجل ،فسكت
عنهما رسول الله ( ص ) حتى مـ ّروا بجيفـة حمار ميت ،فأشار الرسول
( ص ) الى جيفة الحمار ودعاهما الى الأكل منها فاستغرب الرجلان من
ذلك استغراب ًا شديد ًا واشمأزت نفساهما ،فب ّين لهما النبي ( ص ) أن
اغتيابهما لذلك الرجل أقذر من أكلهما لهذه الجيفة وأقبح ،وفي هذا
تنفي ٌر عظي ٌم عن اغتياب الناس لأن الغيبة ُتذهب الحسنات وتمحوها كما
تحرق النار الخشب وتمحوه ،فحتى لو استغفرنا منها فلن يغفر الله لنا الاَّ
بعـد أن يغفـر لنا من اغتبناه ،فيجب اجتناب ذكر عيـوب النـاس ،وكش ُف
ما ستره الله تعالى عليهم.
.3إن الغيب َة تكون نتيجة الحقـ ِد ،أو الحسد أوالغيـرة وعلى المسلم أن
يتطهـّرمن هذه الصفات الخبيثة ،كما يجب علينا اجتناب الاستماع إلى
الغيبـة ،فمن يستمع إلى الغيبة يكون شريك ًا فيها ويتح ّمل إثمها ،لذا
علينا اجتناب الاستماع الى الغيبـة والدفاع ع ّمن يغتابه الآخرون أو ترك
المكان .
بق َي أن نعر َف أن الغيبة
تعالى قول ًا أم فعل ًا أم إشارة. ُمح ّرمة سواء أكانت .4أعزائي التلاميذ...
الشيطان لمعصي ٍة الله ك َّلما وسوس لكم
واغتياب أح ٍد وجب عليكم الاستعاذة بالله منه وأن تتذكروا دوم ًا ما قاله
رسول الله ( ص ) لمن اغتاب غيره وكيف شبهه بمن يأكل جيفة حمار،
فجميعنا يكره ذلك ،لذا علينا أن نبتعد من الغيبة ،فعلى الرغم مما فيها
من معصية لله ولرسوله الكريم ،وني ٍل من أعراض الناس ،تكون الغيبة
سبب ًا في نشرالأحقاد والكراهية بين الناس.
66