Page 61 - Islamic 6 th
P. 61
عليهم ثما ُرها وفواكهها ،ويظ ّللهم ظ ّلها؛ وليس في الجن ِة ح ٌّر ولابر ٌد.
إنها حيا ٌة هانئ ٌة سعيد ٌة لايوج ُد مثلها في الد ّنيا ...انهم استحقوا ذل َك
لأ ّنهم اطاعوا الله وشكروه وصبروا وأطعموا الفقي َر واليتي َم والمسكي َن.
القصــة
ب ّي َن لنـا علما ُء التفسي ِر الذي َن ف ّسروا القرآن ان هذه السورة تتحد ُث عن
فض ِل الإما ِم علي بن أبي طالب (ع) وزوجته فاطمة (ع) بنت رسول الله
محمد ( ص ) وولديهما الحسن والحسين (ع) الذين وص َفهم الله تعالى في
القرآ ِن الكري ِم بقول ِه تعالى:
ﱫﰂﰃ ﰄﰅﰆ ﰇ ﰈﰉﰊﱪ
وذل َك لما مر َض الحس ُن (ع) والحسي ُن (ع) وهما صغيران ،فنذ َر علي
وفاطمة (ع) لله نذر ًا إذا ُشفي الحسنان (ع) من مرضهما فإنهما يصوما ِن
ثلاث َة أيا ٍم فشفى الله الحسنين (ع) فأوفى الإمام علي (ع) وزوجته فاطمة
(ع) بنذرهما قال الله تعالى :ﱫ ﭙﭚ ﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠ
ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ
ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﱪ وصاما ثلاثة أيا ٍم ،فصنعت السيدة فاطمة (ع) لهم
طعام ًا من الشعي ِر ..وفي اليو ِم الأول جاءهم مسكي ٌن فأعطوه طعا َمهم...
وفي اليو ِم الثاني أيضا صنعت لهم طعام ًا فجاءهم يتي ٌم فأعطوه طعا َمهم .وفي
اليو ِم الثال ِث جاءهم أسير فأعطوه طعا َمهم ...وباتوا جياع ًا وهذه قمة الإيثار،
والإيثار هو أ ْن تف ّض َل غيرك على نف ِسك ،وبذلك ضر َب أهل البيت (ع) أروع
مثل ًا في الإيثار فمع حاج ِتهم للطعام وهم صائمون يعطون طعامهم لغيرهم
لثلاثة أيا ٍم متتالية ولأن الله تعالى مطلع على اعمال عباده أثنى الله تعالى على
عملهم هذا...وأنز َل على الن ّبي ( ص ) هذه السورة ُيب ّشر ُه فيها بهذا الجزاء
61