Page 77 - Islamic 6 th
P. 77

‫واقترحوا أ ْن ُيخ ِر َج لهم ناق ًة عظيم ًة من خلف صخرة ووصفوها له‪،‬‬
    ‫وقالوا له إ ْن استطع َت َأن تأت َي بهذ ِه المعجز ِة آمنا بك ‪ ،‬فدعا صال ٌح‬
    ‫ر َّبه فاستجاب الله ل ُه‪ ،‬وأخر َج لهم ناق ًة كما أرادوها فقا َل لهم صال ٌح‪:‬‬
    ‫إ ّن لهذه الناقة يوم ًا تشر ُب فيه الما َء ولكم يوم فلا تزاحموها فهي‬
    ‫معجز ُة الله ‪ِ ،‬إلاّ أنهم طغوا ولم يسمعوا كلا َم نب ّيهم‪ ،‬فالطغيا ُن حم َل ُهم على‬
    ‫التكذي ِب فجاء (قدار بن سالف) وهو المقصود بقوله تعالى (أشقاها) أي‬
    ‫أشقى ثمو َد‪ ،‬لعق ِر الناقة‪ ،‬فذبحها‪ ،‬وهو أشقى الأ َّولي َن على لسا ِن رسو ِل‬

                                                          ‫الله ( ص )‪.‬‬
    ‫‪ .4‬ﱫﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﱪ ح َّذ َر ُهم نب ّي الله صال ٌح عليه( السلام) من‬
    ‫التعر ِض للناق ِة‪ ،‬أي احذروا ناق َة الل ِه فلا تذبحوها فدعوها تشر ْب من الما ِء‪،‬‬
    ‫ولا تزاح ُموها في ِه ﱫﮊ ﮋﱪ‪ ،‬فك َّذ َب القو ُم صال ًحا ولم‬

                  ‫يلتفتوا إلى قو ِل ِه و تحذي ِر ِه إ َّياهم بالعذا ِب فقتلوا الناق َة ‪.‬‬

    ‫‪ .5‬ﱫ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮒ ﮓ ﮔﱪ فأطب َق الله‬
    ‫تعالى عليهم بالعذا ِب وأهل َكهم لأ َّنهم رضوا جمي ًعا بقتل الناقة وح ُّثوا‬
    ‫علي ِه ‪ ،‬وهم من طلب تل َك المعجزة فاستح ّقوا بما ارتكبو ُه من العصيا ِن‬
    ‫والطغيا ِن عذا َب الاستئصا ِل ولم يفل ْت من العذا ِب أح ٌد منهم‪ ،‬والل ُه لا‬

                                       ‫يخا ُف من أح ٍد عاقبة إهلا ِك ِهم‪.‬‬

                             ‫الخلاصة‬

    ‫‪ .1‬في هذه الآيات يب ّي ُن الله سبحانه وتعالى قدر َت ُه على َحج ِب ضو ِء الشم ِس‬
    ‫ف ُتص ِب ُح الآفا ُق سوداء مظلمة ‪ ،‬ثم يكش ُف هذه الظلمة بالنها ِر‪ ،‬وبس ِط‬
    ‫الأر ِض بجع ِلها مسطحة ليتمك َن الخل ُق من الاستقرا ِر عليها‪ ،‬ومن قدرت ِه‬
    ‫تعالى أ ّنه خل َق النف َس الإنساني َة فع َّدلها وس َّوى أعضاءها‪ ،‬فع َّر َفها طري َق‬

                                                  ‫الفجو ِر والتقوى ‪.‬‬

‫‪77‬‬
   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82