Page 39 - الملكية الفكرية 23-4-2025
P. 39

‫إنهـا عرضـة لبعـض الخطـأ‪ ،‬وهـذا يتوقـف علـى مـدى‬                   ‫شـوقي مـن ناحيـة ت اركيبهـا‪ ،‬وأفكارهـا‪ ،‬ومسـتواها فـي‬
‫صعوبـة الأبيـات أو سـهولتها‪ ،‬وعلـى مـدى إجهادهـا‬                   ‫اللغة والشعر ‪.....‬وهذا المستوى لا يملك أي شاعر‬
‫أو ارحتها‪ ،‬وعلى حالتها النفسـية‪ ،‬وعلى مدى سـرعة‬                    ‫معاصـر أن يرقـى إليـه‪ ،‬أو أن يحـاول تقليـد شـوقي‬
‫الإمـاء أو بطئـه‪ ،‬وعلـى مـدى الهـدوء المحيـط بهـا‬                   ‫فيـه ‪،‬لأن عبقريـة شـوقي تعصـى علـى التقليـد ‪.”..‬‬
‫‪( ..‬حيـث يتـم) الإمـاء عـن طريـق ت ارسـل العقـول‬
‫؟! ‪(..‬عل ًمـا بـأن) السـيدة الوسـيطة لا تـروح فـي أيـة‬             ‫علـى أيـة حـال يكفـي مـا تقـدم فـي هـذا المقـام‬
‫غيبوبـة‪ ،‬بـل يظـل عقلهـا يق ًظـا واعًيـا وهـي تتلقـى‬               ‫مـن بيـان (‪ ،”)1‬ونختـم بمـا قالـه الأسـتاذ الدكتـور‬
‫الارسـال تبا ًعـا عـن طريـق نشـاط عقليـن يتعامـان‬                  ‫رءوف عبيـد مـن “‪ ..‬لقـد لمسـت عـن كثـب مـا تنعـم‬
‫م ًعـا ‪ interaction in‬أحدهمـا عقلهـا‪ ،‬وثانيهـا عقـل‬                ‫بـه السـيدة الوسـيطة مـن وداعـة‪ ،‬ومـن بسـاطة‪ ،‬ومـن‬
                                                                   ‫صـدق‪ ،‬ومـن إنـكار تـام للـذات ‪ ......‬وليـس معنـى‬
                             ‫روحهـا الملهمـة‪)2(”.‬‬                  ‫ذلـك أن السـيدة الوسـيطة لا تخطـىء أبـًدا عنـد تلقيهـا‬
                                                                   ‫الشـعر مـن “عالـم الأثيـر” أو “مـا و ارء المـادة “ بـل‬
‫تـرى هـل نحتسـب مـدة الحمايـة مـن تاريـخ وفـاة‬
‫“صاحـب الـروح” أم نتبنـى معيـاًار جديـًدا للحمايـة‬                 ‫((	( لــم يُجــادل البعضفــي نســب هــذه المســرحية للشــاعر‬
‫لا يرتبـط بـ”الوفـاة” باعتبـار أن الـروح تظـل لسـان‬                ‫أحمـد شـوقي واكتفـى بالقـول «سـتظل هـذه المـادة الأدبيـة قائمـة‬
‫حــال صاحبهــا بعــد توقــف الوظائــف الحيويــة‬                    ‫بذاتهـا في نطـاق علـم الروحانيـات» ‪ :‬الأسـتاذ ‪ /‬أحمـد حسـن الطـاوي‬
                                                                   ‫‪ ،‬صـري السربـوني ‪ :‬سـرة تاريخيـة وصـورة حيـاة ‪ ،‬سلسـلة أعـام العـرب‬
            ‫لجســده؟ ســؤال مطــروح للتأمــل ‪....‬‬                  ‫رقـم (‪ ، )123‬الهيئـة المصريـة العامـة للكتـاب ‪ ،‬عـام‪ 1986‬م ‪ ،‬ص ‪( 208‬‬
                                                                   ‫ونلاحـظ أن بـدأ حديثـه عـن هـذه المسرحيـة الشـعرية بعبـارة «زعـم» في‬
‫تقديـم‪ :‬السياسـة التشـريعية للاسـتثناءات الـواردة‬                  ‫تشـكيك منـه عـن صحـة نسـبها إلى الشـاعر الكبـر ( ص ‪ )208‬وإن كان‬

‫((	( عـروس فرعـون وشـوقيات جديـدة مـن عـالم الغيـب ‪ ،‬مرجـع سـابق‪،‬‬                                            ‫لم يُجـزم بذلـك ‪.‬‬
                                            ‫ص ص ‪.37:35‬‬

‫‪39‬‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44