Page 126 - 55555555
P. 126

‫الاختناقات‬  ‫في‬  ‫تتأ ّخ َر‬  ‫لا‬  ‫لكي‬  ‫المدين ِة‬  ‫شمال ّي‬  ‫الخارج ِّي‬       ‫ال ّطريق‬             ‫إلى‬  ‫المع ّلم ُة‬      ‫تو ّجهت‬
‫ِ‬                                                                        ‫ِ‬                      ‫ِ‬

‫المرور ّية التي تكون ذروتُها عاد ًة في مدينتا في مثل هذه ال ّساعة‪ ،‬وم ّما زاد ا ُلأمو َر‬
                   ‫ِِ‬

                                                                    ‫سو ًءا شرو ُع ا َلأمطار بالهطول‪.‬‬‫ِ‬

‫ال ّرطب‪،‬‬  ‫ال ّشارع‬  ‫على‬    ‫الانزلاق‬  ‫من‬      ‫خو ًفا‬  ‫ال ّس ّيار ِة‬  ‫سرع ِة‬  ‫ياد َة‬      ‫ز‬     ‫المع ّلم ُة‬  ‫تستطع‬         ‫لم‬
 ‫ِ‬        ‫ِ‬                ‫ِ‬                                                                               ‫ِ‬
‫لقد عرف ُت في تلك ال ّلحظات كم هي حذر ٌة في سياقتها‪ ،‬لك ّن علامات القلق بدت‬
‫ِِ‬                                                                       ‫ِ‬

                                                              ‫َجل َّي ًة على ملامح وجهها‪.‬‬‫ِ‬
                                                                        ‫ِِ‬

‫وسري ًعا ما َأ ْس َد َل ال ّظلا ُم ستائ َر ُه وازدا َد هطو ُل الأمطار‪ ،‬فاض ّط ّرت المع ّلم ُة‬

‫ال ّسائق‬  ‫مع‬  ‫بانتظارها‬        ‫ال ّتلامي ُذ‬  ‫يزال‬  ‫ولا‬  ‫و َأكثر‪،‬‬  ‫َأكثر‬  ‫ال ّس ّيار ِة‬  ‫سرع ِة‬     ‫ِإبطا ِء‬  ‫إلى‬    ‫يم‬   ‫مر‬
‫ِ‬                                                                                                              ‫ِ‬
                                                                                                                    ‫َأحم َد‪.‬‬

‫َأ ّما َأنا فكن ُت َأنظ ُر عبر نافذة ال ّس ّيارة باحث ًة عن زملائي على جانب ال ّشارع وشعر ُت‬
                                                     ‫ِِ‬

            ‫معها!‬   ‫ال ّزم َن‬     ‫و َأوقفت‬   ‫تو ّقف ْت‬  ‫قد‬  ‫ال ّساعة‬        ‫عقار َب‬           ‫وك َأ َّن‬  ‫ا َلأثناء‬  ‫تلك‬  ‫في‬
                                  ‫ِ‬                         ‫ِ‬                                            ‫ِ‬

‫و َأخي ًرا انفرج ْت َأساري ُر وجهي‪ ،‬وارتسمت ابتسا َم ٌة عريض ٌة على وجه مع ّلمتي حين‬
                ‫ِِ‬
          ‫وال ّسائ َق َأحمد يل ِّو ُح لنا بي ِد ِه‪.‬‬                                                                     ‫ر َأ ْينا‬
                                                     ‫الحافل ِة‬      ‫بجانب‬   ‫يقفو َن‬           ‫زملائي‬     ‫بعد‬        ‫عن‬
                                                                                                         ‫ٍ‬
‫َأوقفت المع ّلم ُة س ّيارتها على حاشية ال ّشارع‪ ،‬و َأق َّلت تلميذين معها ث ّم استم ّرت‬

                                                                         ‫في سفرها لتوص َلنا إلى منازلنا‪.‬‬

‫تن ّب ْه َنا حينما تو ّقفت ال ّس ّيار ُة فج َأ ًة‪ ،‬وقالت مع ّلمتي وهي غاضب ٌة‪ُ " :‬أ ٍّف! فقط هذا‬
                                                                        ‫ِ‬
                                                                           ‫ما ينق ُصنا الآن!"‪.‬‬

                                                   ‫‪126‬‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131