Page 27 - مبادىء علم الاقتصاد
P. 27
أولاً :التعريف بعلم اقتصاديات السياحة:
السياحة حاجة بشرية:
منذ القدم ظهرت عند الإنسان حاجات للتنقل والسفر ،وقد كانت في
البداية بهدف البحث عن الطعام والماء وللرعي ،ثم تطورت لأهداف
أخرى مادية أو دينية أو للعلاج أو لطلب العلم ،ثم أخذت ظاهرة السفر
أو الحاجة للسفر تأخذ أبعاد أكثر تطوراً ،ومع ظهور الطبقات الغنية في
نهاية عصر الامبراطورية الرومانية ظهرت فكرة السفر ولأول مرة
بهدف المتعة والترويح عن النفس ،وتطورت هذه الحاجة عند الإنسان
إلى أن أصبحت الحاجة للسياحة حاجة معروفة يسعى لإشباعها غالبية
شرائح المجتمع سواء الغنية منها أو ذات الدخل المحدود ،بل ظهرت
أيضاً أنماط متعددة من السياحة مثل السياحة الثقافية والاستجمام
والعلاجية والرياضية.
السؤال الذي يطرح نفسه هو هل أن الحاجة للسياحة هي مسألة كمالية
أم ضرورية؟ الحقيقة أن طبيعة الحاجة للسياحة تأخذ طابعاً ذو مرونة
عالية ومن الصعوبة بمكان إعطاء إجابة قطعية وصريحة تماماً بهذا
الخصوص ،ويعتمد ذلك على مجموعة من العوامل التي تعرف بالعوامل
المحددة للطلب السياحي ،فعندما تكون الإمكانات المادية متوافرة ،تصبح
الحاجات للسياحة أشبه بالضرورية ،في حين يختلف الحال عندما تكون
الإمكانات المادية متواضعة ،وكذلك الحال بالنسبة للظروف ففي حالة
الاستقرار السياسي والأمني تزداد الحاجة للسياحة وتنخفض في ظل
ظروف الحرب والكوارث والأزمات ،والحاجة للسياحة في أوروبا فعلاً
تكاد تكون ضرورية في حين أنها في بعض بلدان أفريقيا تعد حاجة
كمالية.
وبالتالي يمكن الخروج بالنتيجة التالية (السياحة حاجة كمالية تكاد تكون
ضرورية).
السياحة مورد اقتصادي:
تعد الموارد السياحية جزءاً من الموارد الاقتصادية النادرة ،إذ أن
وجودها في الطبيعة نادر وحدود ،فالمناطق السياحية التي تمتلك جاذبية
سياحية تتمتع بطبيعة ساحرة ومناخ ملائم وتضاريس جذابة وغطاء
نباتي ،لا تتوافر في كل مكان ،ومن الطبيعي أن استغلال هذه الأماكن
للأغراض السياحية ولإشباع الحاجات البشرية منها يتطلب المزيد من
الجهود البشرية ،وهكذا يتم التعامل مع الموارد السياحية على أنها موارد
نادرة ذات استعمالات بديلة وبناء على ذلك فهي مورد اقتصادي.
علم اقتصاديات السياحة:
إن المشكلة السياحية هي جزء من المشكلة الاقتصادية وتتميز بحاجة
الإنسان الكبيرة والمتعددة للسياحة والترويح عن النفس ،يقابل ذلك ندرة
27