Page 73 - مبادىء علم الاقتصاد
P. 73
فكرة المضاعف بصفة عامة يرجع نسبها إلى النظرية الكينزية في
التوظف والنقود والفائدة General Keynesian Theory on
Employment, money and Interest.
وذلك في معادلاته المستخدمة لقياس تأثير الاستثمار على الدخل القومي
وتعتمد هذه الفكرة على أن كل إنفاق أو استثمار سياحي يولد دخلاً أكبر
من خلال دورات الإنفاق هذا في الاقتصاد.
ما يريد كينز التأكيد عليه هو أن الدخل الإضافي الناتج من استثمار أولى
يدفع وفقاً للميل الحدي للاستهلاك إلى زيادة الإنفاق على الاستهلاك الذي
يؤدي بدوره إلى خلق مزيد من الدخل.
الإنفاق السياحي عبارة عن حقن في تيار الدخل القومي والدخول المتولدة
عن طريقه لا تمثل دخول للنشاط السياحي والفندقي فحسب ولكن
المقصود هو امتداد تأثير النشاط السياحي على الأنشطة والقطاعات
الأخرى وكذلك دخلاً للحكومة متمثلاً في صورة الضرائب والرسوم.
وتعتمد قيمة المضاعف على درجة الاعتماد والترابط فيما بين قطاع
السياحة والفنادق والقطاعات الاخرى في الدولة ويمكن حساب ذلك
بجداول المستخدم المنتج Input / output tablesولكن في الدول
المتقدمة فقط وليس الدول النامية لعدم وجود قاعدة بيانات لهذه الجداول
أو عدم الدقة في بياناتها حتى عند توافرها مما يشكل صعوبة كبيرة في
استخدام هذه الجداول بالدول النامية.
يلعب الميل الحدي للاستهلاك marginal propensity to
consumeدوراً أساسياً في تحديد معامل المضاعف ومعه الميل الحدي
للادخار كجزء محتجز من دورة الدخل نظراً إلى أنه يتسرب عن مجرى
التداول ولكنه لا يعتبر التسرب الوحيد فهناك أيضاً الميل الحدي
للاستيراد marginal propensity to Importوالذي يمثل التسربات
التي تخرج من الدخل السياحي مثل واردات السلع السياحية سواء في
مرحلة الإنشاء والتأثيث أو في مرحلة التشغيل ،بالإضافة لتحويلات
الأرباح من المستثمرين للخارج أو ما يحول من أجور للعمالة الأجنبية
في المشروعات السياحية والفندقية ويمثل الاستيراد وعاء كبيراً للتسرب
خصوصاً في البلاد النامية التي تعتمد على الخارج بصورة كبيرة
وواضحة.
علي هذا يمكن صياغة معامل مضاعف الإنفاق السياحي على النحو
التالي:
ع= ( / 1خ +س)
حيث أن :خ تمثل الميل الحدي للادخار ،س تمثل الميل الحدي
للاستيراد.
ويعبر الميل الحدي للادخار عن العلاقة بين التغير الذي يحدث في
الادخار نتيجة تغير الدخل.
ويعبر الميل الحدي للاستيراد عن العلاقة ما بين الدخل ومستوى
الاستيراد ويتشابه كل من الاستيراد والادخار في أن كلاهما يحرم
الاقتصاد القومي من مصدر الإنفاق كان سيساهم في توليد دخول إضافية
لو أنه لم يدخر أو لم يوجه للاستيراد وكلما كان التسرب كبيراً يؤدي
ذلك إلى نقص تأثير السياحة على الاقتصاد القومي والعكس صحيح.
73