Page 56 - المتغيرات والاتجاهات الدولية فى السياحة
P. 56
بﺒعﻀها الﺒعض تسود بينهم الﺨﻼفات الدولية والمعارك الطاحنة التى فشلت معها الاجتماعات والمؤتمرات
الكثيرة للتﻘريب بين وجهات النظر وإﺯالة أسﺒاﺏ الﺼراع والﺨﻼﻑ فيما بينها.
والسياحة بالإضافة إلى وجهة نظر الكثيرين عنها بأنها نشاط اجتماعى ذو صﺒغة اﻗتﺼادية هى نشاط اجتماعى
ذو ﺁثار عديدة منها الآثار السياسية فهى تﻘوﻡ بدور سياسى هاﻡ ﻏير مﺒاشر لتحﻘيق التفاهم بين شعوﺏ العالم
وتوضيح وجهات النظر المﺨتلفة فتكون النتيجة هى وضوح الﺼورة أماﻡ أنظار السائحين الﻘادمين من الدول
المﺨتلفة فنﺨن فى مﺼر أشد ما نكون إلى هذﻩ السياحة ذات الآثر السياسى الهاﻡ خﺼوصاًً وأنها ستكون وسيلة
فعالة لعرض مشكﻼتنا وﻗﻀايانا على العالم الﺨارجى ،وإفهاﻡ العالم كله حﻘيﻘة الشعب المﺼرﻯ ،والﺨﺼائص
الأيديولوجية التى يتﺼف بها أفرادﻩ ،وذلك بأﻗل جهد ممكن وادنى تكلفة ممكنة .فتظهر هذﻩ الآثار بوضوح
وتتأكد نتائجها إذا أمكن الارتفاع بمستوﻯ المنتج السياحى فى مﺼر بما يتﻀمنه من عناصر طﺒيعية ومادية
وحﻀارية وسلوكية ملموسة.
فمما لا شك فيه أن السياحة الحديثة تنمو حالياً فى كثير من دول العالم وتزدهر وتتطور وتساهم فى نفس
الوﻗت فى تدعيم الوحدة الإنسانية بين مجتمعات هذا العالم واحتراﻡ حﻀارة وعراﻗة وأصالة كل مجتمع.
هذا فيما يتعلق بالآثار السياسية للسياحة فى المجتمع الدولى أما بالنسﺒة لمﺼر فإنه يمكن عرض هذﻩ
الآثار فيما يلى-:
أ -تأييد شعوب الدول الأخرى للقضايا المصرية والعربية
لﻘد أصﺒح للسياحة فى العﺼر الحديثة وﺯناً سياسياً كﺒيراً إلى جانب الوﺯن الاﻗتﺼادﻯ الذﻯ تتمتع به
فأصﺒحت مجال ًا لتﺒادل الآراء والاتجاهات السياسية وفرصة لفهم وتوضيح حﻘائق المشكﻼت والﻘﻀايا وأبرﺯ
مشكلة تعيشها مﺼر حالياً هى مشكلة الشرﻕ الأوسط بكل أبعادها الﻘومية والعربية وسلكت فى عرض جوانب
هذﻩ الﻘﻀية أساليب دعائية وإعﻼمية لم تكن مؤثرة فى الرأﻯ العاﻡ الأمريكى وبعض الدول الأوروبية مما جعل
هذﻩ الدول تفتنع بوجهة النظر الإسرائيلية وتأييد إسرائيل تأييداً مطلﻘاً فى كل ما تعرضه من حﻘائق مشوهة ولكن
بعد أن انتهت فترة الحرﺏ التى عاشت فيها مﺼر سنوات طوال من التوتر والمعانة والكفاح ودخلت فى مرحلة
56
