Page 121 - إدارة الفنادقHotel Management د. كـــــرم غازي
P. 121
د .كـــــرم غازي إدارة الفنادق Hotel Management
ليس من شك ان رواج الانشطة السياحية الترفيهية والترويحية فى المناطق البحرية كالسباحة وصيد الاسماك والغوص
والرياضات المائية الاخرى ترتبط اساسا بشرط توافر مياه بحرية غير ملوثة اذ ان تلوث مياه البحار والمحيطات ينجم
عنه اضرارا بيئية متباينة وكوارث اقتصادية للمنتجعات الترويحية الساحلية فمن المعروف ان بعض المنتجعات
الساحلية الصحية تعتمد على استغلال البيئات البحرية فى علاج العديد من الامراض التى تحتاج الى مياه بحرية جيدة
الخصائص خالية من عناصر التلوث الى جانب نسيم البحر النقى المشبع بالعناصر ذات الفوائد العلاجية خاصة عنصر
اليود.
مظاهر التلوث الناتج عن الانشطة الترويحية والبيئة البحرية
.1من المعروف ان البحار والمحيطات تؤدى دورا هاما فى الحفاظ على التوازن الغازى للاكسجين وثانى اكسيد
الكربون اذ تنتج نحو نصف هذا الاكسجين اللازم لهذا التوازن ولذلك فان تلوث البحار والمحيطات يعنى الاخلال
بهذه الوظيفة الحيوية من جهه والانقطاع او الاخلال فى الحلقة البيئية او السلسلة الغذائية للبحار والمحيطات من
جهه اخرى .ويظهر هذا الاثر الضار فى العديد من دول العالم خاصة تلك المطلة على البحر المتوسط الذى يعد
ميدانا كبيرا لممارسة الانشطة السياحية الترويحية والترفيهية حيث يشكل البحر المتوسط مصبا للصرف الصناعى
وفضلات مراكز العمران المطلة عليه وقد اصبح واضحا ان الانشطة الترويحية والترفيهية مهددة فى الدول
المطلة على البحر المتوسط شبه المغلق بسبب تلوث مياهه وتغير خصائصه فضلا عن اعداد كبيرة من المنتجعات
الساحلية فى مناطق اخرى كثيرة من العالم والتى اصبح تلوث المياه البحرية لبعضها يهدد بالخطر.
.2تشكل البقعة الزيتية المتسربة من السفن وقوارب النزهة خطرا كبيرا على الانشطة السياحية الترفيهية والترويحية
اذ انها ترفع خلال جولاتها نسبة السمية toxicityفى المياه الساحلية محدودة العمق خاصة اذا كانت درجة المياه
مرتفعة ومن المعروف ان هذه البقع الزيتيه تتسع تدريجيا بفعل الرياح وحركة الامواج والتيارات البحرية وتمتص
الاكسجين وتتوقف عملية التمثيل الضوئى مما تنعكس اثاره السلبية على العناصر الغذائية والاسماك وغيرها من
الكائنات الحية .لقد كانت غالبية الزوارق التى تستخدم فى النزهة والترويح زوارق شراعية ولكن حل محلها اليوم
قوارب تسير بالطاقة نتج عنها هذه الملوثات البترولية التى تلحق الضرر بالاسماك والطيور على حد سواء فضلا
عن الضجيج واشكال التخريب المختلفة وهناك ايضا غازات العوادم الناتجة عن السفن وهناك مياه الموازنة التى
تعمل على ثبات واتزان السفينة وهى خالية من الحمولة وعندما تكون السفينة محملة تقوم بافراغ هذه المياه وما
يصاحب هذه المياه من تلوث.
.3يؤدى اصطدام السفن والزوارق التى تقوم برحلات النزهة الى احداث تخريب فى مجتمعات الشعاب المرجانية التى
تشكل عنصرا هاما من عناصر البيئة البحرية ولها قيمة كبيرة من الناحية الترويحية فى العديد من اقاليم العالم كما
الحال فى سواحل جنوب سيناء والبحر الاحمر .
.4ان تطور تصنيع السيارة من حيث الملائمة والراحة والسرعة جعل منها واحدة من اهم وسائل النقل بالمدن بل انها
اصبحت الوسيلة الاكثر شيوعا فى معظم دول العالم وبالرغم من جليل الخدمات التى تقدمها السيارة كاداة للنقل
داخل المدن الا انها جلبت معها العديد من المشاكل خاصة مايرتبط منها بالتاثير على البيئة المحيطة .ونظرا لان
كل صاحب سيارة يرغب ويبذل قصارى جهده لايقاف سيارته عند اقرب مكان لغايته الترويحية فقد اصبحت
مشكلة انتظار السيارات اكثر تعقيدا فى المدن بصفة هامة وفى المنتجعات السياحية بصفة خاصة.
-2المنتجعات والبيئة الجبلية-:
البيئة الجبلية هي مناطق مرتفعة ،تمثل ظاهرة تضاريسية تتسم بخصائص معينة ،تنفرد بها وتميزها عن السهول و
الوديان ،مما يعكس صورة متفاوتة عن التأثير لكل منها ،كما تفرض الجبال نفسها من خلال درجة انحدارها
وتضرسها ،إذ يعتبر الانحدار الشديد ووعورة التضاريس من المعوقات أو التحديات التي تواجه الإنسان في استغلال
هذه البيئات الجبلية ومن مميزات البيئة الجبلية أنها تمثل مناطق جذب سياحي .
ان الانشطة السياحية الترفيهية والترويحية فى المنتجعات الجبلية قد ساهمت فى خلق موارد جديدة للسكان و السياحة
الجبلية هى مصدر رئيسى للدخل فى كثيرا من المناطق الجبلية فى العالم .
مظاهر التلوث الناتج عن الانشطة الترويحية والبيئة الجبلية
.1تغيير بعض الملامح السطحية للمرتفعات بفعل ممارسة بعض الانشطة الترويحية مثل تسلق الجبال اذ يقوم متسلقى
الجبال باعداد مواطىء لاقدامهم خلال الصخور من اجل تامين مزاولتهم لهذه الرياضة وتتباين هذه المواطىء من
حيث موضعها وحجم تأثيرها التخريبى.
.2تشويه الاجزاء السطحية من الصخور او النطاقات التى يسهل الوصول اليها فى هذه المناطق الجبلية عن طريق
نقش الاسماء او التواريخ او حفر حروف معينة مما يفقد مثل هذه المواقع قيمتها الجمالية.
.3التخريب المتعمد الناتج عن كثرة اعداد السياح المترددين على بعض المواقع الطبيعية وربما تأكل اجزاء او مواضع
منها – خاصة الكهوف الجبلية -وعدم التزام بعض السياح بالتعليمات التى تحفظ لمثل هذه المواقع خصوصيتها
الفطرية.
121