Page 334 - ashraf1444 09 03_Classical
P. 334

‫كتاب‪ :‬أسرة السادة الأشراف آل الصرامي‬

‫كانت صعبة‪ ،‬والكل في حاجة‪ ،‬وكان له ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬بيتان؛ بيت للأسرة‪،‬‬
‫وبيت لإقامة العابرين من الجنوب إلى الرياض والعكس‪ ،‬بحكم علقته‬

     ‫ومنزلته السابقة لدى العجالين خاصة‪ ،‬وأهل الأفلج والجنوب عامة‪.‬‬
‫وكان ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬غن النفس ميسور الحال‪ ،‬جوا ًدا معطا ًء‪ ،‬محبًا للإنفاق‬
‫في وجوه البر والإحسان‪ ،‬وصاحب جميل مع كثير من أهل الحوطة‪ ،‬بل تعدى‬
‫ذلك للمدن والقرى المجاورة لها‪ ،‬وقد عرف عنه التسامح مع المديونين‬
‫المعسرين‪ ،‬وذوي الحاجة‪ ،‬وإمهالهم‪ ،‬وإسقاط الدين عن كثير منهم‪ .‬ومن‬
‫القصص التي تشهد له بذلك‪ :‬ما يرويه الشيخ إبراهيم بن ناصر بن ُخيس‬
‫‪ -‬رحمه الله ‪ -‬راعي العطيان‪ :‬أنه عند زواج الجد الشريف عبد الله من بنت‬
‫ابن حسين من أهالي العطيان جاءه المهنئون من كل حدب وصوب‪ ،‬فلما‬
‫أمتلئ المجلس قال أشهد الجميع أنن قد تنازلت عما في ذمة كل من حضر‬
‫وبارك لنا في هذا الزواج‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬يا ليت عندنا لأبي أحمد دراهم كان‬

                                              ‫استفدنا من هذا العفو‪.‬‬
‫وكانت أغلب أمواله لدى أهل ليلى‪ ،‬وال ِغيل‪ ،‬وستارة‪ ،‬و َح َراضة‪ ،‬وبعض‬
‫أهل الحوطة‪ ،‬كالجنوبي ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬والذي باع في آخر حياته مزرعته‬
‫الناصحية للجد ع ن‪ ،‬والواقعة في ملف أسفل الباطن‪ .‬وقبيل وفاة الجد‬
‫عبدين أحضر أبناءه‪ ،‬وأمر بالكتابات التي فيها ديون له على الناس من أهل‬
‫الحوطة‪ ،‬والأفلج‪ ،‬فمزقها ‪ -‬رحمه الله ‪ ،-‬وقال بالحرف الواحد إن أَ ْحضر‬
‫لكم أحد شي ًئا مما عليه فاستلموه‪ ،‬وإن لم يحضر أحد شيئًا فل تطالبوه‪ ،‬فأنا‬

                             ‫محتاج له في الآخرة‪ ،‬رحمه الله رحمة واسعة‪.‬‬

                                 ‫‪332‬‬
   329   330   331   332   333   334   335   336   337   338   339