Page 37 - ashraf1444 09 03_Classical
P. 37
تأليف :الشريف علي بن سعود بن عبد الله الصرامي الحسني
ُ
دور المخطوطات والوثائق في توثيق نسب الأسر الأخيضية
إن المستقرئ والمتمعن في كتب الأنساب التي ألفت إبّان العصور
المتقدمة إلى قرابة القرن العاشر الهجري ،يلحظ انقطاعًا وتباع ًدا كبي ًرا بين
ما هو مدون فيها وبين أنساب كثير من الأسر والعوائل المعاصرة ،إذ أن ثلثة
قرون أو تزيد كفيلة بنسيان وطمس هوية هذه الأسر والعوائل ،ولا سيما
بن الأخيضر ،باستثناء من احتفظ منهم بنسبته إليهم عن طريق الشهرة
والاستفاضة ،وخاصة في بلد نجد ووسط الجزيرة العربية حيث يسكنها كثير
من بن الأخيضر.
هذا إذا أخذ في الاعتبار أن الكتابة عنهم نادرة ،والتدوين شبه معدوم،
ولذلك ضاعت أنساب كثير منهم ،واختفت أخرى ،ودخلت أسر منهم في
أحلف ظن بعضهم أنها أنساب لهم ،فكان ثمة خلط وجهل لحال كثير من
هذه الأسر والعوائل.
إلى أن ق ّيض الله عز وجل لهذه الأنساب من يجمع شتاتها ،ويرد مفقودها،
ويربط حاضرها بماضيها بعد فترة غموض عاشتها أجيال متتابعة من تلك
الأسر ،فنهض رجال أفذاذ معنيين بعلم الأنساب بالتتبع والكشف عن
أنساب كثير من الأسر والعوائل وبالأخص من ينتسبون إلى آل بيت النبي
صلى الله عليه وسلم وعترته الطاهرة ،وذلك بالرجوع على ما تم جمعه وتدوينه
من الرقاع والورق وبعض الصخور واللخاف والعظام ،وبما احتوته
مخطوطات ووثائق ومشجرات الأنساب ،والتي أضحت معلمة ومفتا ًحا لتلك
الحقبة الغامضة والمجهولة من تاريخ هذه الفئة التي تنتمي إلى الدوحة النبوية،
35