Page 75 - عرض تقديمي في PowerPoint
P. 75
الليــــــزر
كا َن ال َّضو ُء ولَ ْم يز ْل أحدَ الأسرا ِر ال َّطبيعيَّ ِة العُظمى المجهول ِة في حيا ِة الإنسا ِن ،و ُه َو لغةُ الكو ِن ورو ُحهُ .ينشأُ في أصغ ِر القط ِع البنَّاء ِة للكو ِن وه َي الذَّ َّرا ُت ،ث َّم ينط ِل ُق م ْنها ؛ ليِجو َب مج َّرات ِه جاريًا في أرجا ِء
الكو ِن كجريا ِن الدَّ ِم في عرو ِق الإنسا ِن .
ومنذُ أ ْن فت َح الإنسا ُن عي َن ْي ِه في هذ ِه الدُّنيا وه َو يجو ُل ببص ِر ِه في أرجا ِء ال َّسماوا ِت والأر ِض لعلَّهُ يكتش ُف س ّرا ِم ْن أسرا ِر ذل َك ال َّضو ِء ويُس ِّخ ُرهُ لخدم ِة مرامي ِه ومقاص ِد ِه .وتم ُّر ال ِّسنو َن في إ ِث ِر ال ِّسني َن إلى أ ِن
اكتش َف العال ِم ُُ الفيزيائ ُّي ( أَ ْلبِ ِرت أَ ْين ِشتاي ِن ) عا َم 1917م أ َّن ذ َّرا ِت المادَّ ِة وجزيئات ِها تستطي ُع تح َت شرو ٍط معيَّن ٍة امتصا َص ال َّضو ِء أ ْو أ َّي طاق ٍة أخرى ،و ِم ْن ث َّم حثُّها على بع ِث ما استعا َرتْهُ ِم ْن طاق ٍة على شك ِل
ُجسيما ٍت ضوئيَّ ٍة مكثَّف ٍة تنتش ُر في ا ِتّجا ٍه واح ٍد فق ْط وتتميَّ ُز بالق َّو ِة والتَّركي ِز ،وهذا ما يس َّمى بأشعَّ ِة ( ل ِيزر).
وتتألَّ ُف كلمةُ ل ِيزر ِم َن الحرو ِف الأولى لاس ِم هذ ِه الأشعَّ ِة باللُّغ ِة الإنجليزيَّ ِة • ،ومعناها :تضخي ُم ال َّضو ِء بالابتعا ِث الإشعاع ّيِ المحت ِّث المستثا ِر .
ولتوضيحِ المعن ّيِ بالابتعا ِث المحثو ِث المستثا ِر ؛ نسو ُق هذا المثا َل مق ِّربي َن مفهو َم ال ِلّيزر للأذها ِن :ل ْو راق ْبنا ال َّسما َء في يو ٍم مطي ٍر لشاه ْدنا ُحبيبا ِت المط ِر تـه ُط ُل فُرادى لا تما ُس َك ولا تراب َط بينَها ،لطيفةً
رشيقةً ناعمةً لا تسبِّ ُب أذًى.
ول ْو أ َّن تل َك الحبيبا ِت المائيَّةَ تماس َك ْت واندفعَ ْت في لحظ ٍة واحد ٍة مصط ِد َمةً بسطحِ الأر ِض ،لد َّم َر ْت في لحظ ِة التَّصادُ ِم ُك َّل ما يصا ِدفُها ،ولجرفَ ْت ُك َّل ما يعتر ُضها مسبِّبةً أضرا ًرا شتَّى لا َح ْص َر لـها .وما الابتعا ُث
ال ْمحت ُّث إلا عمليَّةُ ضب ِط الذَّ َّرا ِت ال َّضوئيَّ ِة وتروي ِضها والتَّح ُّك ِم فيها بحي ُث يمك ُن تحري ُرها لتِ َش ِّك َل طاقَّةً دَفعةً واحدةً وبشك ٍل متراب ٍط متماس ٍك .
إ َّن خوا َّص م ْيزا ِّت أشعَّ ِّة ال ِّليزر جعلَتْ َها تتمتَّ ُع بثق ٍة عالي ٍة عندَ العلما ِّء والباحثي َن ،فصاروا َيعدُّو َنا مو ِّلدا ِّت ال َّطاق ِّة المنتظ ِّر استخدا ُمها في المستقب ِّل القري ِّب ،وباتوا َيعُدُّونَا البدي َل المثال َّي الأني َق والنَّظي َف ل ُك ِّل
مو ِّلدا ِّت ال َّطاق ِّة الأخرى ؛ فاستعمالُها لا يس ِبّ ُب ضجي ًجا ولا يل ِّو ُث بيئةً.
لق ْد غزا ال ِّليزر مجالا ِّت الحيا ِّة المختلف ِّة ،وفر َض نف َسهُ عليها قاطبةً دو َن استثنا ٍء ،فكا َن طبيبًا وج َّرا ًحا ومهند ًسا وحدَّادًا ون َّجا ًرا … ففي مجا ِّل ال ِّط ِّب يُعَدُّ ِّم ْبضعًا سحريًّا قاد ًرا على ش ِّق الأنسج ِّة الحيَّ ِّة بدو ِّن
إسالَ ِّة د ٍم أ ِّو التَّسـبُّ ِّب في ألم؛ٍ فه ُو يعم ُل على لح ِّم الأوعي ِّة الدَّمويَّ ِّة الدَّقيق ِّة ،كما يعم ُل على غل ِّق نـهايا ِّت الأعصا ِّب المقطوعـ ِّة بسب ِّب الجراح ِّة ،ويُ ْستخد ُم كذل َك في حر ِّق الخلايا ال َّسطانيَّ ِّة وإزالت ِّها دو َن تأثي ٍر َعلى
الأنسج ِّة العاديَّ ِّة حتَّى وإ ْن أصا َبتْها تل َك الأشعَّةُ .
