Page 150 - Dilmun 22
P. 150
ﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻗﻮﺍﻡ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺎ
ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺭﺟﻮﻉ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺴﻢ ،ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺗﻮﺿﻊ 2ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ 2ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺯﻭﺩﺕ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺑﺎﻷﺛﺎﺙ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ ﻭﺍﻟﺤﻠﻲ
ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﺃﻭ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ،ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﺎﻳﻠﻮﺱ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ
ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻟﻤﻮﻧﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﺟﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ﺍﻮﻘﻨﻤﻟﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﺟﻴﺔ ﻭﺍﻲﻠﺤﻟ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﺛﺎﺙ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰﻱ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﻴﺖ
2ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻃﻘﻮﺱ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﺎﻳﻠﻮﺱ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻟﻤﻮﻧﻴﺔ،ﺃﻭ
ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺎﻬﻟ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺸﻜﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ،
ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ 2ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﻑ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ،ﻭﺗﺆﺛﺚ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻦ ﺑﺎﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ،ﻭﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻒ
ﻫﺬﺍ ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺈﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻗﺒﻞ ﺩﻓﻨﻪ ﻳﺠﻬﺰ ﻭﻳﻠﺒﺲ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺯﻳﻨﺘﻬﺎ
ﻭﺣﻠﻴﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﺑﻌﺾ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﺍﻟﻤﺘﺤﻠﻞ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻔﻦ ،ﻣﻊ ﺍﻹﻳﺮ
ﻭﻣﺸﺎﺑﻚ ﺍﻟﻤﻻﺑﺲ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ،ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ،ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﺃﺣﺠﺎﺭ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻭﺃﺳﺎﻭﺭ ﻭﻣﺤﺎﺑﺲ ،ﻛﻞ 2
ﻣﻮﺿﻌﻪ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻳﺠﻬﺰ ﻭﻳﻠﺒﺲ ،ﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻭﺑﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ
ﺑﻤﻌﺪﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺻﻴﺪ ،ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﻭﺑﺄﺳﻠﺤﺘﻪ ،ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻟﻠﺘﺨﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺴﻄﻮ ،ﺑﻤﺎ ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺛﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﺟﻨﺎﺋﺰﻱ ،ﻓﻠﻮﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ
ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﺃﻭﻓﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ ،ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﻏﺮﻑ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺘﺨﺮﻳﺐ ﻣﻦ
ﺛﻻﺙ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺮ ،ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ
ﺧﺎﻟﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻠﻴﻠﻗﺔ ﻭﻣﺒﻌﺜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮ ،ﺑﺤﻴﺚﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻧﻄﺒﺎﻉ ﻣﺤﺪﺩ
ﻋﻦ ﺍﺗﺠﺎﻫﻪ ﺃﻭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻭﺿﻌﻪ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﻃﻘﻮﺱ
ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﺮ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺗﺎﻳﻠﻮﺱ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺼﻞ ﻭﺩﻗﻴﻖ ،ﻭﻣﻌﻈﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﺎﺟﺀﺕ ﻣﻦ ﺧﻻﻝ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﺪ ﻟﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺳﺮﻗﺘﻬﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﻨﻨﺎ
ﻑ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ،ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺮﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﺖ ﺑﻨﻮﻋﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ
ﻗﺰ
ﺃﺍﻻ؟٤ﺍ ee