Page 67 - Dilmun 29
P. 67

‫قراءة في ملف المستشار‬                         ‫د‪ .‬عيسى أمين‬

  ‫ملف‬     ‫والتـي نتجـت عـن صدامـات (بيـن التجار‬         ‫‪ form‬والـذي تحـدث عنـه نائـب الملـك‬
‫المستشار‬  ‫النجـادة المقيميـن فـي البحريـن والتجـار‬      ‫‪ Lord Curzon‬فــي زيارتــه إلــى‬
          ‫الفــرس)‪ ،‬والتــي وقعــت فــي ســوق‬
          ‫المنامــة فــي مايــو ‪1923‬م ليعلــن بمــا‬       ‫البحريــن قبــل عقديــن مــن التطبيــق‪.‬‬
          ‫يشـبه حالـة الطـوارئ ويسـتدعي السـفن‬          ‫فـي فتـرة ديلـي اسـتبدت الخافـات بيـن‬
          ‫الحربيـة البريطانيـة فـي بوشـهر والمقيـم‬      ‫السـلطة الشـرعية ممثلـة بالشـيخ عيسـى‬
          ‫السياســي البريطانــي فيهــا ‪Lt.Col.‬‬          ‫بـن علـي آل خليفـة مـن جهـة وبيـن دار‬
          ‫‪ Stuart George Knox‬والـذي جـاء‬                ‫الاعتمــاد التــي اســتطاع الماجــور ديلــي‬
                                                        ‫اســتقطاب قطــاع كبيــر مــن مواطنــي‬
               ‫ليكمــل مــا ابتــدأه الماجــور ديلــي‪.‬‬  ‫البحريــن فــي صفــه‪ ،‬وكانــت العرائــض‬
                                                        ‫والشـكاوي وحتـى الأشـعار التـي كتبـت‬
          ‫فــي ‪ 26‬مايــو ‪ 1923‬وفــي دار‬                 ‫إلـى المعتمـد تفصـح عـن مواقـف طائفيـة‬
          ‫الجمــارك فــي المنامــة انعقــد اجتمــاع‬     ‫لا تــزال تبعاتهــا محسوســة إلــى اليــوم‬
          ‫كبيـر حضـره ممثلـون عـن كل الفئـات‬            ‫فــي واقعنــا السياســي‪ ،‬ومــع ذلــك كان‬
          ‫والطبقــات إلــى جانــب عــدد كبيــر مــن‬     ‫للماجـور ديلـي الأسـبقية فـي وضـع أول‬
          ‫العائلــة الحاكمــة والقبائــل‪ ،‬فــي هــذا‬    ‫ميزانيــة لحكومــة البحريــن فــي العــام‬
          ‫الاجتمـاع قـرر المقيـم السياسـي (إيقـاف‬       ‫‪1926‬م‪ ،‬وهـو الـذي قـام بإعـداد القانـون‬
          ‫نشـاط الحاكـم الشـيخ عيسـى بـن علي آل‬         ‫الخـاص بالغـوص والـذي أصـر فيـه على‬
          ‫خليفـة) لمخالفتـه للمشـروع الإصاحـي‬           ‫حمايــة حقــوق الغاصــة‪ ،‬وهــو أول مــن‬
          ‫البريطانـي‪ ،‬وتـم تعييـن الشـيخ حمـد بـن‬       ‫أشـرف علـى محكمـة دار الاعتمـاد التـي‬
          ‫عيسـى بـن علـي آل خليفـة نائبـاً للحاكـم‪،‬‬     ‫تنظـر فـي قضايـا الرعايـا البريطانييـن‪،‬‬
          ‫المركــز الــذي اســتمر فيــه حتــى عــام‬     ‫وكان التابـع الحريـص ل ُشـ ُؤون الشـرطة‬
          ‫‪1932‬م‪ ،‬حيـن ُتو ّفـي الشـيخ عيسـى بـن‬         ‫والأمــن‪ ،‬وكذلــك البلديــات‪ ،‬والمراقــب‬
                                                        ‫الدقيـق لتحـركات المعارضيـن للمشـروع‬
                              ‫علــي آل خليفــة‪.‬‬
          ‫بعـد هـذا التطـور الخطيـر فـي الأحـداث‬         ‫الإصاحــي البريطانــي فــي البحريــن‪.‬‬
          ‫ومــا أ ّدت إليــه مــن قــرارات سياســية‬     ‫انتهــز الماجــور ديلــي الفرصــة المميــزة‬
          ‫بريطانيــا‪ ،‬اتخــذت فــي دوائــر حكومــة‬

             ‫‪( Maj Clive Kirkpatrick Daly‬يناير ‪ – 1921‬سبتمبر ‪1926‬م)‪ ،‬ولد ديلي في ‪3‬‬                   ‫‪6‬‬
                ‫أبريل ‪1888‬م‪ ،‬وكان نقيباً في الجيش الهندي‪ ،‬ثم الضابط الرئيسي للأمور السياسية في‬

          ‫الديوانية في العراق‪ ،‬تمت ترقيته إلى رائد أثناء عمله في البحرين‪ ،‬أثناء عمله في البحرين قام‬

           ‫بالتنقيب في آثار منطقة جنوسان‪ ،‬بعد البحرين انتقل إلى ‪ seistan‬و‪ Quain‬في ‪1929‬م‪،‬‬
          ‫قنصلاً عا ّماً في خراسان في ‪1936 – 1932‬م‪ ،‬معتمداً بريطانياً ‪ West Kathiaware‬في‬

                                       ‫‪1938‬م نائب المقيم في ‪ ،Rajkot‬توفي في سبتمبر ‪1966‬م‪.‬‬

          ‫‪ 7‬المجلس العرفي‪ :‬مجلس استشاري يع ّين نصف أعضائه الشيخ عيسى بن علي‪ ،‬والنصف الآخر المعتمد‬
                                                                                         ‫البريطاني‪.‬‬

‫‪65‬‬
   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72