Page 91 - Dilmun 29
P. 91

‫قراءة في ملف المستشار‬                      ‫د‪ .‬عيسى أمين‬

  ‫ملف‬     ‫المستشــار الــذي أتــت بــه أحــداث‬       ‫يكـون المستشـار الشـخص التنفيـذي‬
‫المستشار‬  ‫مايــو ‪1923‬م إلــى البحريــن‪،‬‬              ‫الوحيــد لــدى الحاكــم‪ ،‬إضافــة إلــى‬
          ‫وقــررت رحيلــه أحــداث ‪1956‬م‬              ‫التأخيــر الشــديد فــي التنفيــذ وذلــك‬
          ‫ومـع ذلـك كان المستشـار الموظـف‬            ‫بســبب مركزيتـــــــــه فــي الإدارة‬
          ‫المخلـص لحكومـة البحريـن‪ ،‬وخال‬             ‫والاعتقــاد بأنــه غيــر حديــث فــي‬
          ‫عملــه أخــذت البحريــن خطــوات‬            ‫إدارتـه وذلـك لوجـوده ثاثـة عقـود‬
          ‫واســعة تجــاه الدولــة الحديثــة‪ ،‬فلقــد‬  ‫فــي هــذا الموقــع‪ ،‬وأنــا أعتقــد‬
          ‫كان المســ ُؤول الأول عــن ميزانيــة‬       ‫بــأ ّن هــذه الانتقــادات لهــا بعــض‬
          ‫الدولـة‪ ،‬والرعايـة الصحية‪ ،‬وشـؤون‬          ‫المصداقيــة‪ ،‬إلا أ ّنهــا ترتكــز علــى‬
          ‫البلديــات‪ ،‬والمحاكــم‪ ،‬والتعليــم‪،‬‬        ‫ال ُكــره الشــخصي للمستشــار بســبب‬
          ‫وأمــوال القاصريــن‪ ،‬والجــوازات‪،‬‬          ‫عــدم حصولهــم علــى مــا يريــدون‬
          ‫والأمــن‪ ،‬ومفاوضــات امتيــازات‬            ‫مـن الحكومـة‪ ،‬لـو غـادر بلجريـف لا‬
          ‫التنقيــب عــن النفــط‪ ،‬وبرغــم مــا‬       ‫أعتقـد بأننـا سـوف نتمكـن مـن تعييـن‬
          ‫يقـال عنـه فإنـه تـرك البحريـن وبهـا‬
          ‫مـا يكفـي مـن مؤسسـات مدنيــــــــة‪،‬‬                            ‫آخــر مكانــه)‪.‬‬
          ‫وحكوميــة جعلتهــا فــي مقدمــة دول‬        ‫بعــد محاكمــة أعـــــــضاء الهيئــة‬
          ‫الخليــج العربــي ومقصــداً للتعليــم‪،‬‬     ‫التنفيذيـة وسـجنه اثنيـن فـي البحريـن‬
          ‫والعــاج‪ ،‬والاســتثمار التجــاري‪،‬‬          ‫ونفــي ثاثــة إلــى جزيــرة ســانت‬
          ‫حيــن غــادر لــم يملــك مــا يكفيــه‬      ‫هيانــه فــي مــارس ‪1956‬م‪،‬‬
          ‫للعــودة إلــى لنــدن‪ ،‬وأســتطيع أن‬        ‫أصبـح المستشـار فـي عزلـة ذاتيـة‪،‬‬
          ‫أكمـل بأ ّنـه حمـل حزمـه معـه حيـن‬         ‫واتخــذ مــن حاجتــه للعــاج فــي‬
                                                     ‫لنــدن حجــة لمغــادرة البحريــن فــي‬
                                      ‫رحــل‪.‬‬         ‫أبريـل ‪1957‬م‪ ،‬وانتهـى بذلـك دور‬

                                                                                      ‫‪ 25‬المصدر السابق ص ‪.227‬‬
                                                                ‫‪ Bahrain Records 26‬الجزء السابع ص ‪.291‬‬

‫‪89‬‬
   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96