Page 95 - Dilmun 29
P. 95

‫ال ّترحال كهو ّية إلى فعل إبداع ّي من خال قراءة لبعض النماذج الفن ّية‬  ‫د‪ .‬ريم المالكي‬

‫ال ّترحال‬  ‫حســب أســلوب الكاتــب‪ ،‬ومنهــج مختلفـة مـن الفرنسـية أو الإنجليزيـة‬
‫كهو ّية‬
           ‫الكتابــة‪ ،‬والغــرض مــن الكتابــة‪ ،‬وغيرهــا مــن اللغــات إلــى العربيــة‬
           ‫والــــــقارئ الــذي يتـــــــوجه إليــه‪ ،‬الفصحـى أو إلـى اللّهجـة العاميـة ثـم‬

           ‫واهتمامــات كل منهمــا‪ .‬فــــــص ّور مـن العاميـة إلـى الفرنسـية وغيرهـا‪،‬‬
           ‫الحقيقـة حي ًنـا فيمـا ارتفـع إلـى عالـم مشـ ّكلة بذلـك ارتحـا ًلا فـي اللغـة أو‬
           ‫الخيـال أو التصـ ّورات المختلقـة حي ًنا فــي اللهجــات‪ ،‬وفــي هــذا الســياق‬

           ‫آخــر‪ ،‬ممــا يقودنــا إلــى نــوع آخــر يقـــــول مايكـــــل كرونـــــين «ليس‬

           ‫مــن أدب الرحــات والــذي أصبــح للمترجميــن خيــار‪ ،‬فهــم رحــل‬
           ‫بمثابـة أيقونـة فـي المخيـال الشـعبي‪ ،‬بالإجبــار»‪ .‬فالترجمــة م ّثلــت فــي‬
           ‫«فمثـ ًا هنـاك السـندباد الـذي اشـتهر وقــت مــا الطريقــة الأســهل التــي‬

           ‫عنــد العــرب‪ ،‬وحــ ّي بــن يقظــان يمكـن للمـرء مـن خالهـا الارتحـال‬

           ‫والأوديســا وجلجامــش ورســالة مــن خــال النــص للتعــ ّرف علــى‬

           ‫الغفـران وأبـو زيـد الهالـي وغيرهـا العالــم مــن حولــه وانعكاســه علــى‬

           ‫الكثيــر مــن الماحــم الأدبيــة‪ ،‬وقــد رؤيــة المرتحــل فــي المــكان‬

           ‫صنفــت هــذه الحكايــات الخياليــة والتواصــل مــع ثقافــات مختلفــة‪.‬‬

           ‫علــى أنهــا نــوع مــن أنــواع أدب ونظـ ًرا لثـراء المـادة البصريـة لـكل‬
           ‫الرحـات لأن البطـل فيهـا هـو الـذي رحلــة‪ ،‬اتخــذت الرحــات أشــكا ًلا‬

           ‫يذهـب ويسـافر ويتنقـل ويرتحـل مـن فنيـة وتشـكيلية جديـدة‪ ،‬فعمـل بعـض‬

           ‫الفنانيــن علــى إيجــاد منهــج مغايــر‬                                ‫مــكان إلــى آخــر» (‪.)5‬‬

           ‫وأدب الرحلـة لـم يتضمـن فـ ّن القصة لمــا دأب عليــه أترابهــم محاوليــن‬

           ‫فقـط‪ ،‬بـل اشـتمل علـى جميـع الفنـون إثــارة أســئلة جديــدة حــول أهــداف‬

           ‫الأدبيــة‪ .‬فكثيــ ًرا مــا لجــأ الرحالــة الفــن التشــكيلي ووســائله ووظائفــه‪.‬‬

           ‫إلــى الاستشــهاد بآيــات قرآنيــة أو وهنــا تتواتــر الأســئلة بخصــوص‬

           ‫أبيــات شــعرية‪ ،‬ســواء كانــت مــن هـذا المبحـث فيكـون أولهـا التسـاؤل‬

           ‫نظــم الرحالــة نفســه وهــذا يثبــت حــول مفهومــ ْي الرحلــة والترحــال‬

           ‫قدرتــه الشــعرية والنثريــة م ًعــا‪ ،‬الفنــي‪ ،‬وثانيهمــا حــول مجموعــة‬
           ‫وأحيا ًنــا أخــرى يســتعين بأبيــات الأشـكال الفنيـة التـي ولدتهـا مختلـف‬
           ‫غيــره ممــا يؤكــد ســعة ا ّطاعــه‪ .‬الـرؤى تجـاه هـذا الموضـوع ؟ فهـل‬

           ‫كمــا كانــت عمليــة الترحــال عبــر أعـادت الرحلـة النظـر إلـى المـكان‬

           ‫الأجنـاس الأدبيـة تعتمـد علـى لغـات وحاولــت خلــق جغرافيــا مكانيــة‬

‫‪93‬‬
   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100