Page 45 - محاضرات في آثار مصر اليونانية
P. 45

‫مقبرة ايزادورا‬

 ‫إيزادورا) أو هبة ايزيس باللغة الفرعونية رمز الحب الطاهر الذى نشأ على شاطئ نهر النيل منذ نحو ‪2135‬‬
   ‫عاما‪ ,‬وتحديدا فى منطقة الشيخ عبادة حاليا ‪,‬حيث كان والدها حاكم إقليم فى (انتيوبوليس ) إلمنيا حاليا ‪,‬وهو‬

                                                                           ‫الإقليم( ‪ ) 15‬فى مصر وقتها‪,‬‬
 ‫وترجع أصوله لأسرة إغريقية ‪,‬وبدأت قصة (إيزادورا ) بأن خرجت ذات مرة للمشاركة فى أحد احتفالات (‬
 ‫تحوت) رمز الحكمة والقلم ‪,‬ورب القمر فى مصر القديمة ‪,‬وكان القمر ملقيا بظلاله الفضية على صفحة النيل‬
‫عندما كانت تعبر بالقارب إلى جهة الغرب فأصابها سحر الحب والجمال ‪,‬فهى فى أولى خطوات الأنوثة اليانعة‬
‫بعد أن تخطت سن السادسة عشرة ‪,‬وما أن وضعت قدميها على الأرض وانضمت للحفل حتى أصابتها عيون‬
 ‫الحب من ضابط بالجيش المصرى يسمى‪ (:‬حابى ) الذى تعلقت به ووقع فى حبها ‪,‬وأسرجمالها الفتان ‪ ,‬لتبدأ‬

    ‫أول قصة مصورة ومسجلة فى التاريخ الفرعونى ‪,‬ولكن ( حابى ) كان من عامة الشعب ولم يكن من أسرة‬
   ‫ارستقراطية مثل أسرتها ‪,‬فالقلب والحب لا يعرفان الفوارق الاجتماعية ‪,‬فكانا يتقابلان ‪ ,‬هى تعبر النهر إلى‬

        ‫الغرب حيث مدينة (خمنو) وهى الأشمونين حاليا لقضاء وقت سعيد مع حبيبها ‪,‬وفى أيام أخرى يختلق‬
 ‫الظروف لمقابلتها بجانب الحدائق الواسعة المحيطة بقصر الأمير والدها ‪,‬واستمر هذا الحب الرقيق بين القلبين‬
 ‫العاشقين نحوثلاث سنوات‪ ,‬حتى اكتشف والدها هذه العلاقة ‪,‬فمنعها من مقابلة حابى ‪ ,‬وأمر حراسه بمراقبتها‬
  ‫حتى لا تقابل حبيبها ‪,‬فأحست (إيزادورا) بالإختناق والضيق ‪,‬ووجدت أن الحياة بلا معنى بدون (حابى) الذى‬
‫أسر قلبها ‪ ,‬واستطاعت خداع الحراس وعبرت إلى الغرب حيث الحبيب فى انتظارها وقضت معه ساعات من‬

    ‫مناجاة القلب وسعادته ‪,‬وعند عودتها تخيلت أن هذا هو آخر لقاء بحبيبها ‪,‬وأن الدنيا السعيدة تسربت منها ‪,‬‬
 ‫فوجدت أن تلقى بنفسها فى منتصف النهر المقدس لتكون آخر لحظاتها فى الحياة هى لقاء الحبيب ‪ ,‬وغاصت‬

                                                        ‫به لتكون أول شهيدة للحب فى التاريخ الفرعونى ‪.‬‬

                                                                ‫‪44‬‬
   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50