Page 56 - أدب مصري قديم فصل دراسي ثاني
P. 56

‫الأغانى فى الولائم‬

‫عندما كان أهل المتوفى يعدون وليمة له فى قبره كانوا يجهزون وجبة أكله ويعتقدون أنه سيشهد الوليمة معهم ‪,‬‬
‫وكانت هذه الوليمة لا ينقصها شىء مما يحتاج اليه فى مثل هذه المناسبة ‪,‬فكان يقدم فيها الخمر والموسيقا‬

                                                                            ‫والغناء والازهار و العطور‪.‬‬
‫وقد حفظ لنا لوح قبر من الدولة الوسطى بداية احدى هذه الأغانى التى كانت تطرب بها الضيفان أثناء هذه‬

                                                                 ‫الولائم ‪ .‬وقد مثل عليه عواد بدين يغنى ‪:‬‬
                                                                       ‫آه يأيها القبر لقد أقمت للأفراح‬
                                                                               ‫لقد أسست لكل جميل‬

‫ولدينا أغنيه كاملة تلفت النظر كانت تغنى فى مثل هذه المناسبات ‪ .‬وهى تصف زوال كل الأشياء الدنيوية‬
‫لتحث السامعين على التمتع بأكبر قسط ممكن مدة حياتهم ‪ .‬والدولة الحديثة التى قد حفظها لنا عرفت أنها مأخوذة‬
‫من بيت الملك ( انتف ) أى من قبره‪ ,‬وقد كتبت أمام العواد أيضا‪ .‬وتوجد صورة كاملة منها بين أغانى الدولة‬

                                                                                              ‫الحديثة ‪:‬‬
                             ‫ان الأمورتسير سيرا حسنا مع هذا الأمير الطيب ‪ ,‬وان المقدر الجميل قد وقع ‪.‬‬

                                                      ‫فتذهب أجسام وتبقى أخرى منذ عهد الذين سبقونا‪.‬‬
                  ‫والآلهة الغابرون راقدن فى أهرامهم ‪ ,‬وكذلك الأشراف و المعظمون قد دفنوا فى أهرامهم‪.‬‬

                                     ‫والذين بنوا بيوتا قد أصبحت مساكنهم كأن لم تكن ‪ .‬فماذا جرى لهم ؟‬
                                            ‫لقد سمعت أحاديث (امحوتب) الذى يتحدث بكلماته فى كل مكان‬

                          ‫– فأين مساكنهم (الآن) ؟ جدرانهم دمرت ومساكنهم لا وجود لها كأن لم تكن قط‪.‬‬
‫ولم يأت أحد من هناك ليحدثنا عن حالهم ويخبرنا عما يحتاجون اليه لتطمئن قلوبنا(؟) قبل أن نذهب نحن كذلك‬

                                                                          ‫الى المكان الذى ذهبوا اليه‬

                                                          ‫‪56‬‬
   51   52   53   54   55   56   57   58   59