Page 9 - أدب مصري قديم فصل دراسي ثاني
P. 9
وكان يظهر الكاتب بجوار الملك يسجل عنه وثائقه وقراراته وحمل الكثير من الموظفين المعروفين لقب الكاتب
الملكى والمشرف على الكتبة فى القصر الملكى ,وكان الكاتب له دور كبير فى الفصل فى المنازعات ,فكان
الكثير من كبار القضاة يحملون لقب "المشرف على كتابات الملك"وكان كل قاضى يحمل لقب كبير الكتبة ,
وكان الكاتب يسجل الضرائب وكان ايضا يظهر اثناء كيل القمح او عند تسجيل عدد الماشية ,وكان ايضا من
مهام الكاتب تعليم الامراء والاميرات وكذلك كان يقوم بتعليم ابناء علية القوم ,كما كان هناك كاتب يصطحب
الجيش فى حملاته وكانت اهميته تفوق اهمية ضابط الجيش نفسه ,وكان هناك كتبة خصصوا بصفة شخصية
للمشرفين على الادارات مثل الوزير او امير او حاكم المدينة ,او المشرف على بيت الخزينة ,فكانوا وكلاء
لاسيادهم ,وكانوا يتمتعون بنفوذ عالى
طوال التاريخ المصري القديم ,كانت القراءة والكتابة من المتطلبات الرئيسية لشغل الوظائف العامة,
حيث كانت هناك طبقة اجتماعية متعلمة متميزة من الكتبة ,تقوم بمساعدة المسؤولين الحكوميين .كما
يتضح من "بردية أنستاسي الأولى" التي ترجع لحقبة الرعامسة ,فقد كان من وظائف الكتبة المساعدة
في " ..تنظيم حفر الترع وبناء الأبنية ,وحساب عدد الرجال اللازمين لنقل المسلات والتجهيز
للحملات العسكرية وبالإضافة لوظائفهم الحكومية ,كان الكتبة يصيغون الرسائل والوثائق التجارية
والقانونية لأفراد الشعب الأميين ويعتقد أن نسبة المتعلمين لم تتجاوز %1فقط من السكان؛ والبقية من
المزارعين والرعاة والحرفيين والعمال الأميين,وكذلك التجار كانوا يحتاجون لخدمات الكتبة .
تولت طبقة الكتبة مسؤولية حفظ ونقل الأدب الكلاسيكي وتأليف أعمال جديدة .وكان طلبة المدارس
يقومون بنسخ الأعمال الكلاسيكية مثل قصة سنوحى ووصايا أمنمحات ,كتمارين تربوية على الكتابة
ولغرس القيم الأخلاقية والمعنوية اللازمة والمميزة لطبقة الكتبة الاجتماعية مثّل أدب الحكمة ,غالبية
النصوص التربوية خلال عصر الدولة الوسطى؛ أما الحكايات السردية مثل قصة سنوحى والملك نفر
كا رع ,فناد ًرا ما نسخت كتمارين مدرسية حتى عصر الدولة الحديثة .ويصف عالم المصريات" وليام
كيلي سمبسون" الحكايات السردية مثل سنوحى والملاح بأنها "تعليمات أو نصائح في صورة قصة",
فقد ضمت تلك القصص العديد من الفضائل المحمودة عند المصريين في تلك الفترة ,مثل حب الوطن
9