Page 38 - تاريخ مصر الفرعونية 2
P. 38
ب -أطماع دولة ميتاني ،حيث إستطاعت دولة ميتاني (المنطقة بين دجلة والفرات ،تشمل سوريا
وكردستان وجزء من فلسطين) أن تتوحد تحت راية ملك واحد وكان موقعها متميز جدا على الفرات وتمتد إلى
دجلة فكانت مركز تجاري متميز ،يمكن من خلال هذا الموقع أن تتحكم في مداخل التجارة السورية العراقية
وتنافس مصر .فبدأت تشغل حكام مصر عنهم فبدأوا بإثارة الإضطرابات ضد مصر ويحرضوا ضد مصر فبدأ
يستجيب لهذه التحريضات بعض حكام الشام لاسيما ان بعض بقايا الهكسوس كانوا لا يزالوا موجودين ولم
ينسوا ما حدث لهم في السابق.
ت -أدت الأسباب السابقة لحدوث تحالف ضم رؤساء قبائل ومدن الشام وكان يتزعمهم أمير قادش الذي
كان أكبر المستجيبين للميتان ،فتحرك هذا التحالف بكل عدده وعتاده لشمال فلسطين فسيطروا على مدينة
جعلوها مركز لأطماعهم وهي مدينة مجدو (وهو إسم يعني الحصن) ومدوا نفوذهم حتى مدينة شاروحين معقل
الهكسوس القديم.
ث -إتسم موقع مجدو بالأهمية لأنه كان يتحكم في الممرات الجبلية التي كانت تجتازها طرق التجارة
الدولية بين جنوب الشام وجنوب العراق من ناحية ،وفلسطين ومصر من ناحية أخرى.
ج -حينئذ لم يكن مر على إنفراد تحتمس الثالث بالحكم سوى شهور قلائل ،فوصلته أنباء هذا التحالف،
فقرر قبل الدخول في معارك معهم أن يتبادل الرأي مع ضباط جيشه ،فاعتزم تحتمس الهجوم الخاطف فخرج
بجيشه في إبريل عام 1468ق.م وسار الجيش 150 -125ميل في الصحراء الممتدة من منطقة ثارو (تل أبو
صيفة شرق القنطرة) لغزة في 10أيام فقط أي سار الجيش يومياً 15ميل برغم صعوبة الطريق وقد كان قوام
الجيش يتراوح ما من 15 -10ألف أغلبهم من المشاة.
ح -اقام تحوتمس يوم في غزة واحتفل بها بتوليه العرش ثم قطع الجيش 80ميل أخرى ونزل في بلدة
يحم في 7مايو 1468ق.م عند مفترق 3طرق تؤدي جميعها إلى مجدو ،وكان أقصر الطرق المؤدية لمجدو
طريق وعر وضيق ذكرته النصوص بإسم طريق عارونا .أما الطريقين الأخرين جفتي و تاعاناقا فكانا
واسعين إلا أنهما أكثر طولاً من الطريق الأخر.
38