Page 5 - كتاب الصحة العامة
P. 5
مقدمة
إن المدخل الطبيعي نحو السعادة والرفاهية للإنسان لابد من أن يمر عبر بوابة الصحة والعافية ،التي بدونها يصعب
الاستمتاع بالحياة ،كما أن اعتلال الصحة يكدر صفو الحياة ،وهذا ما يؤكده القول السائد بأن الصحة تاج على
رؤوس الأصحاء لا يعرف قيمتها إلا من حرمته الظروف والأقدار من العافية وجعلته حبي ًسا لمعاناة وآلام المرض
فالصحة العامة هو مصطلح شامل يضم العديد من الفروع التي تضمن تحقيق جودة حياة الشخص ومنها :الطب بجميع
فروعه ـ التغذية ـ العمل الاجتماعي ـ العلوم البيئية ـ الثقافة الصحية ـ الخدمات الصحية ـ وأحيانًا بعض العلوم السلوكية ..
حيث أن كل هذه الأنشطة تركز على كافة الأفراد في المجتمع الواحد "المريض والسليم على حد سواء" وليس على المرضى
فقط
والطب وطب المجتمع ويعتبر البعض تسميات الصحة العامة
مترادفات لمعنى واحد ،قد تختلف في بعض التفاصيل ولكنها تلتقي في الجوهر. الوقائي
فالصحة العامة هي حصيلة اجتماع عدد من العلوم والمهارات والمعتقدات الموجهة نحو المحافظة على الصحة وتعزيزها لدى
كامل أفراد المجتمع باتباع أعمال اجتماعية شاملة.
ويري د .بهاء الدين سلامة أن للصحة جانبان جانب يتعلق بالمجتمع ويسمى بالصحة العامة وآخر يتعلق بالفرد ويسمى
بالصحة الشخصية
الصحة العامة :ويقصد بها الظروف الموضوعية للصحة التي ينبغي أن تتوفر في البيئة أو تنظم
على أساس عام كمياه الشرب النقية ،والمساكن ذات الشروط الصحية والحدائق والمنتزهات ،والمؤسسات الصحية
مثل المستشفيات وغيرها من الخدمات الطبية التي تكفل وسائل العلاج والتشخيص المبكر إلى غير ذلك من المرافق
العامة المتعلقة بالصحة
الصحة الشخصية :وهي الممارسة الفردية للعادات الصحية في نطاق الظروف العامة التي
تكفل للفرد التمتع بالصحة ويكتسبها الفرد في صورة عادات يمارسها في حياته اليومية
4