Page 144 - merit 50
P. 144
العـدد 50 142
فبراير ٢٠٢3 توفير نصوص قانونية
ترتبط بها ،وتمنحها صفة
وكذلك مكافحة البطالة، مع حكومة مركزية تحافظ حقيقية ،وقابلة للتطبيق.
وإعانة الفقراء والتنمية على الاستخدام الشرعي الدستور :هو مجموعة من
البشرية ،وفي مجال الرعاية للقوة.
والإغاثة الإنسانية والتنمية كما ع َّرفت التشريعات التي ترتبط
موسوعة لاروس- بالدول ،و ُيساهم الدستور
الثقافية والاجتماعية المدني بتطبيق الأفكار المدنية
والاقتصادية والصحية Larousseالفرنسية الدولة بشكل واقعي داخل المجتمع.
والسياسية والرياضية بأنها« :مجموعة من الأفراد مشاركة الشعب :هي الوسيلة
والتراثية والبيئية وحقوق
الذين يعيشون على أرض التي تؤسس لدور أفراد
الإنسان. محددة ويخضعون لسلطة المجتمع في اتخاذ القرارات،
ومع كل هذه الشراكة بين معينة» .في حين رأى العديد ومن الأمثلة عليها :البرلمان.
المجتمع المدني والدولة لا من فقهاء القانون الدستوري أما الدولة ،فهي جماعة من
يجب أن تعلو سلطة فوق الناس منظمة سياسيًّا تبسط
أن الدولة« :كيان إقليمي سيطرتها على إقليم ما ،ولا
سلطة المجتمع المدني إلا يمتلك السيادة داخل الحدود نجد لها تعري ًفا جام ًعا مان ًعا،
القانون ،فالمجتمع المدني
يشهد الكثير من الخلافات وخارجها ،ويحتكر قوى فهي مجتمع منظم قائم
وأدوات الإكراه». على أرض محددة يستأثر
التي لا بد منها ،والتي بسلطة عليها إصدار القوانين
يحسمها القانون في إطار من ولكي ينطلق المجتمع المدني ومعاقبة المخالفين وحماية
ومؤسساته بدوره في خدمة الأفراد ،وتعد أقوى النظم
العدالة والسلمية. والمُؤسسات ،وصاحبة الحق
لقد كان تطور مفهوم المجتمع الدولة ،يجب أن يتحرر في إصدار القوانين ،وقيام
من تبعيتها ،فلا ينبغي السلطة في أي أُمة أمر بديهي
المدني متماهيًا بشكل كبير لها أن تكون مجرد تابع تتطلبه طبائع الأمور ،فحيث
مع التطور الذي عرفه للأنظمة ،تنشر ثقافتها، توجد السلطة يوجد التنظيم،
وتتحدث باسمها ،وتدافع عن وتتوفر عندئ ٍذ نواة الدولة
شكل الدولة ،ويكاد ُيجمع منهجياتها وأطرها ،لكن هذا التي تضمن الحقوق للأفراد،
الباحثون أن التطور البنيوي الاستقلال عن الدولة الذي وتتولى الدفاع عنهم ،وتضمن
يجب أن يتميز به المجتمع أمن المواطنين ضد الأخطار.
الذي شهده كلاهما كان المدني ومؤسساته وأنشطته وتقوم شرعية الدولة علي
بفعل التفاعل المستمر بينهما لا يعني علي الإطلاق نفي قدرتها علي حماية مجموعة
علاقة التأثير والتأثر بينهما،
–تعاو ًنا ومواجه ًة -منذ لأن المجالات بينهما مشتركة، من الحقوق الطبيعية
زمن النشوء ..إذن ،فالعلاقة وبخاصة المجال الاجتماعي، والسياسية.
وشرط النجاح لهما أن يعملا
بينهما علاقة وظيفية في سياق تكاملي تشاركي. والتعريف الأكثر شيو ًعا
ضرورية لا يمكن أن يؤدي والعلاقة بين المجتمع المدني لمفهوم الدولة هو تعريف
أحد الطرفين دوره الفاعل والدولة يتمثل في تقديم المفكر الألماني ماكس فيبر-
الذي ينبغي أن يضطلع به في الخدمات العامة ورعاية ، Max Weberفقد ع َّرفها
غياب وجود الطرف الآخر الموهوبين والمعاقين ،وفي بأنها منظمة سياسية إلزامية
نشر الثقافة ومحو الأمية،
وفعاليته كذلك ،فالمجتمع وغيرها من الخدمات التي
المدني ُيعد ضرورة للدولة تخص الارتقاء بالوعي،
والمجتمع على حد سواء
باعتباره يمثل حلقة الوصل
الوظيفي بينهما.
ويظهر الدور الحقيقي
للمجتمع المدني في الدول