Page 197 - merit 50
P. 197
195 ثقافات وفنون
تاريخ
كل هذه الأشياء ،وهو ما يثبت النسر معد للطباعة بالشكل القديم
صدق الرأي الراجح بأن الجيش
الجديد كان العامل الوحيد الذي يقم فيها محمد علي بما قام ولم الرأي.
ُيدخل ما أدخل من المحصولات مما لا شك فيه أن الجيش كان
دعا إلى إنشاء مطبعة بولاق، محط اهتمام محمد علي الأساسي
وهناك بعض الأدلة التاريخية الجديدة إلا ضما ًنا للجانب والجوهري ،ليضمن بقاء استمرار
الاقتصادي ،ولم تشذ مطبعة دولته واستقلاله عن السلطان،
نوردها فيما يأتي: بولاق عن غيرها من مؤسساته وذلك لا يتم إلا بوجود جيش
أو ًل :إن تاريخ تكوين الجيش
هو تاريخ إنشاء المطبعة ،ففكرة ومستحدثاته المتعددة. قوي ،ولذا نجد أن كل أعمال
إذن يتضح من هذه اللمحة محمد علي مهما قلَّت أو عظمت
تكوين جيش جديد لاحت في السريعة لتاريخ الجيش المصري، لم يقم بها إلا من أجل الجيش،
ذهن محمد علي في سنة 1815م، أنه ظهر عند محمد علي طائفة فمعظم مدارسه كانت خاصة
وهي السنة التي أرسل فيها بعثة جديدة من الناس يريد أن يدربهم بتعليم الضباط بمختلف طبقاتهم
على نظم الجيوش الحديثة ،فهو وأنواعهم ،وحتى المدارس التي
من المصريين إلى إيطاليا لتعلم يريد أن ينشر بينهم قوانين هذا تبدو كأنها لا صلة بينها وبين
فن الطباعة ،وأنشئت معسكرات النظام الجديد وتعليماته ،وما الجيش لم ينشئها إلا من أجله،
يقوم عليه من التمرينات وترتيب فمدرستا الطب البشرى والطب
أسوان سنة 1820م ،أي في الصفوف إلى غير ذلك من أمور
التاريخ الذي أنشئت فيه المطبعة، العسكرية ،ومن ثم كانت الحاجة البيطري لم تنشآ إلا لتخريج
ملحة إلى إنشاء مطبعة يطبع بها أطباء للجيش ،حتى الزراعة لم
على الجانب الآخر كان إنشاء
الجيش الجديد ساب ًقا لإنشاء
المطبعة بقليل ،مما يدل على أن
إنشاء المطبعة ترتب على تكوين
ذلك النظام الجديد ،إذ إن محمد
علي لم يكن عنده من المشروعات
في ذلك التاريخ إلا مسألة الجيش
وتنظيمه على أساس جديد.
ثان ًيا :إن حركة الترجمة في
عصر محمد علي بدأت -أول
ما بدأت -بكتب الفن الحربي
دون سواه ،ويؤيد ذلك أن أولى
الوثائق الخاصة بترجمة الكتب في
ذلك العصر كلها خاصة بترجمة
الكتب الحربية ،ففي 27صفر
سنة 1236هـ 4 :ديسمبر سنة
1820م يصدر محمد علي باشا
أم ًرا للخزينة يقول فيه“ :وقد
أُنعم على كتبة المهندسخانة الذين
ترجموا كتاب مجموعة المهندسين
المطبوع من اللغة التركية إلى اللغة
العربية تسهي ًل للطالبين بمبلغ
خمسمائة قرش ،فكتب تذكرة إلى
الخزينة لصرفه”.