Page 70 - merit 50
P. 70
العـدد 50 68
فبراير ٢٠٢3
أود أن يصلك من أخبار عني.
لو عرف ِت لوصف ِت نزقي بالجنون ،أو بالعجرفة
والغرور ،بعد أن تعلم ُت ممارسة شتى الألاعيب
ومختلف الح َيل من الدنيا وأنا أعاركها للهرب
من فخ بؤس اليتم الذي احتواني وأنا مراهق
دون السابعة عشرة من عمري ،بالكاد أستطيع
تدبر عبء المساومة عند شراء ملابسي ولوازمي
الشخصية ،لأصير فجأة ،بفضل التضحية
(المبا َركة) من أجل أرض الوطن ،تاج ًرا حذ ًقا
بسرعة لم يكن لأحد تصورها ،ولا حتى أنا.
كن ُت أخاطر بتدمير حياتي بأسرها ،وربما كل ما
حققت ليتحول إلى حطام لا ِق َبل لي أن ألملم أشلاءه،
من ناحية أخرى كانت تداخلني متعة خبيثة تستبق
مكر الشيطان ،وأنا أستقرئ تعبير الخذلان في
ملامح وجهك ونظرات عينيك ،فيما أجتهد ألا
أتوقف عن هو ٍس يبدو كما لو أنه يهنئني ويقرع
كؤوس لذة انتصاري على غطرسة الأنثى داخلك،
أقوى أسلحة وهم امتلاكي ،ذخيرتك التي لا تنفد
منك أبدأ.
كل قبلة كانت تتضمن قد ًرا (شغو ًفا) من الامتنان
لعدم انسياقك وراء ع َته نزواتي فتسارعين بشن
كل حرب ادخرتها ضدي من قبل ،وأنا أصر ألا
يكون لك أي شأن بتفاصيل أعمالي ،من حقك فقط
أن تحصلي على المبالغ التي أحددها أنا من المكاسب
لتنشغلي بمتعة الشراء والسفر وقضاء أجمل
الأوقات برفقة صديقاتك اللاتي ظللن يحسدنك
على عشقي واهتمامي بتلبية كل طلباتك ،ومن قبل
حتى أن تبدئي بالتغنج وسوق المزيد من الدلال
لتنفيذها دون تأخير ،إيا ِك إنكار ذلك ،وإياك أن
تتصوري كرم الهبات ذاك كان وسيلتي لخوض
تلك المغامرات دون أن أشعر بأي ذنب ،أو لشراء
سكوتك على خياناتي بحقك وحق عمر من العشق
والجنون ،عندئ ٍذ سنكون مثيرين للاشمئزاز ج ًّدا،
ونحن لسنا كذلك بالتأكيد.
أكرر امتناني لأنك أكثر تعق ًل مني في كثير من
الأمور ،لا بد لي من الاعتراف بذلك دون مكابرة،
ولو بيني وبين نفسي ،ولا بد أي ًضا من اعترافي
ببقايا المراهق داخلي ،المراهق الذي لم يغادرني منذ
أن سعيت لنبذه عن عالمي لأسبر أغوار الرجولة