Page 27 - شيخ الجودة
P. 27

‫عرفناه حريصا على إبقاء أثره في نفوس من يتعامل معه صغر أم كبر ليس‬
‫فاحشا ولا متحفشا عرفناه مخلصا مجدا متجددا في عمله عرفناه صاحب‬
‫نظرة استشرافية وواقعية لا يتملق ولا ينافق صادقا مع نفسه ومع غيره أن‬
‫استنصحته نصحك وان استرشدت به أرشدك وان استعنت به آزرك وان جةت‬
‫اليه أكرمك وان احتجت إليه ساعدك وإن رافقته أسعدك وان مازحته لم‬
‫يجرحك وان نافشته أقنعك يغلبني دائما في الحجة ويفحمني وقت الطرفة‬
‫والدعابة ما هاجمته يوما ما وغلبته ‪ ،‬لا يرتدي قبعة شاعر ولا جلباب خطيب‬
‫أ أديب ومع ذلك تسعفه قريحته وتجود له مشاعره في المواقف المختلفة‬
‫بالتعبير عن مكنونه وما يختلج في صدره من مضمونه ‪ ،‬كل يرى نفسه‬
‫الأقرب لنفس أبي سعيد وكل يرى نفسه الأوحد والوحيد وكل يرى نفسه‬
‫صفيه وحبيبه وخله وخليله يعطي اهتمامه وعنايته ورعايته لكل من حواليه‬
‫يسعد غاية السعادة لسعادة غيره ويحزن غاية الحزن لفقد صديق أو مصيبة‬
‫عزيز يبادر يشارك يألف ويؤلف ليس لديه تمايز أو تمييز لعرق أو لون أو‬
‫قبيلة أو قرب أو بعد حتى خادمه وسائقه يتعامل معه وكأنه أحد أصدقائه‬
‫يساعده ويشاركه فرحته وألمه ويكرم ويستقبل ضيوفه وأصدقاءه أخيرا‬
‫تمنيته لي وحدي وإذا به للجميع تمنيت ألا يشاركني في حبه كائنا من كان‬
‫وإذا به حبيب الجميع وهنا اتخذت قرار الانسحاب من حياته متمثلا بقول‬

                                                                            ‫الشاعر‬

‫تركت الهوى قهرا وعشت وحيدا‬      ‫إذا كان لي فيمن أحب مشاركا‬

‫كتبه غرم الله بن عوض بن عبد الله الزهراني‬

‫صبيحة يوم الثلاثاء الموافق ‪ 1081 / 1 / 0‬هـ‬

                            ‫‪27‬‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32