Page 21 - أثار مصر اليونانية الرومانية
P. 21
معبد كوم امبو :
الموقع :تقع مدينة كوم أمبو على الضفة الشرقية للنيل بين مدينتي إدفو وأسوان حيث تقع على بعد 45كم
شمال أسوان و 137كم جنوب الأقصر ،وتقع هذه المدينة الكبيرة التي بنيت على حافة الأراضي الزراعية
الخصبة على بداية الطريق المؤدي إلى مناجم الذهب في الصحراء الشرقية كما تقع أيضا على الطريق البري
المؤدي إلى الواحات والسودان.
أصل التسمية :عرفت كوم أمبو – إحدى المدن الهامة في الإقليم الأول من أقاليم مصر العليا( ) .في اللغة
المصرية القديمة باسم " نبيت " nbitوربما تعني الذهبية وهي صفة من كلمة " نبو " nbwوهذا ما يفسر
وقوع مناجم الذهب بجوار المدينة في الصحراء ،ثم ذكرها في اللغة اليونانية باسم " امبوس " ombosثم في
القبطية " أمبو " ثم أضيفت نظرا لوقوع المعبد فوق تل أثري.
الاهمية التاريخية :وترجع شهرة كوم أمبو الرئيسية إلى وجود معبد من أندر المعابد سواء المصرية والبطلمية
والمكرس إلى ( حر – ور )والإله التمساح (سوبك) وتقف البواخر السياحية عند ذلك المكان لإتاحة الفرصة
لزيارة ذلك المعبد العظيم ،ويقوم المعبد في مظهره الشامخ على الضفة العالية للنهر عند أحد منعطفاته .
وتتألف الضفة أو المرتفع من بقايا المعبد الأول ،والبلدة التي قامت عليها فيما بعد هي المدينة البطلمية والمعبد
الضخم ،ومازال هذا الموقع على جانبي المعبد الشمالي والغربي مغطى بأنقاض البلدة الأولى ولا يعرف شيء
عن تاريخها القديم.
تمت بعد ذلك إضافات إلى المعبد في الدولة الحديثة ( الأسرة الثامنة عشرة) في أثناء الحكم المشترك بين
تحتمس الثالث وحتشبسوت ،ثم جاء بعدهم رمسيس الثاني أكمل بعض الأجزاء.
ولكن مهما كان من أمر معبد كوم أمبو في عصر الدولة الحديثة فإن الرخاء الحقيقي الذي ساد المنطقة لم يبلغ
ذروته إلا في عصر البطالمة ،عندما أقيمت مدينة (أمبوس) عاصمة لإقليم كوم أمبو هذه التي تميزت بإسمها
المحلي ولم تكن سوى مدينة مقاطعة في العصر الفرعوني ولكنها ازدهرت لترتفع إلى درجة كبيرة وتصبح
عاصمة لإقليم (أورمبيت) في عصر البطالمة حيث بدأ في بناء هذا المعبد المزدوج الضخم.
وقد تقدم العمل في المعبد أثناء حكم بطليموس السابع ،وبحلول حكم بطليموس الحادي عشر كان المعبد قد
اكتمل حتى صالة الأعمدة الثانية باستثناء بعض الأعمال الزخرفية ،فقد استكملت هذه الأعمال في عهد
الإمبراطور (تيبريوس) ،كما قام دوميتيان ببعض الأعمال الإضافية ثم جاء من بعدهم الأباطرة ( جيتا
وكاراكالا ،ماكرينوس) ولكن يرجع الفضل في الأصل حيث بدأ إنشاؤه في عهد بطليموس الخامس ثم جاء من
بعده ابنه بطليموس السادس الذي خلفه عام 181ق.م فإن العمل الفعلي في البناء والزخرفة لابد وأنهما أخذا
بالتقريب حوالي 400سنة أو أكثر من ضعف الوقت الذي تم فيه بناء معبد إدفو .
الديانة
اولا اسطورة الاله سوبك وحورس باختصار -:
تروي الاسطورة كيف أن حورس الكبير الطيب قد طرده أخوه سوبك الشرير من البلدة وكيف أن جميع
الاهالي تبعوه إلي المنفي .
ولما ترك سوبك بدون اي شخص يبذر له حقوله لجأ الي سحره ودعا الموتي إلي القيام بهذا العمل وقد أطاعوه
ولكنهم بذروا الذهب والمال بدلا من الحبوب حتي جفت الأرض وأصبحت صحراء لا نبات فيها ولا ماء ،
ومضت المدينة الي نهايتها الفجائية أسرع مما ترد هذه الأسطورة لأن ظهور انقاض المدينة القديمة يدل
بوضوح علي أنها قد هلكت بسبب نشوب حريق هائل ،وقد يكون هذا مجرد صدفة أو حادثة حيث كانت
المدينة أخذه في الانهيار بالفعل وذلك نتيجة لأسباب اقتصادية كالتي تقدمت الإشارة اليها .
21