Page 35 - أثار مصر اليونانية الرومانية
P. 35

‫معبد كلابشة‬

    ‫نتمي معبد كلابشة إلي العصر الروماني ‪ ،‬وقد بناه أول أباطرة الرومان الإمبراطور أغسطس ‪ ،‬وأهداه إلي‬
  ‫اثنين من الهة النوبة ‪ ،‬الأول هو الإله النوبي ددون الذي يلقب في نصوص الأهرام بلقب "جالب البخور" لأنه‬
‫يعتقد بأنه هو الذي يجلب ويحرق البخور في حفل مولد الملوك المصريين ‪ ،‬والثاني هو الإله مندوليس وهو اله‬
‫النوبة المصرية الرئيسي والذي ارتبط بالإله المصري حورس ‪ ،‬وكان يصور في مناظره بهيئة رجل يلبس تاج‬
 ‫به قرني كبش وريشتين وقرص شمس وحيات الكوبرا ‪ ،‬ومن المعروف أن هذا المعبد الروماني أقيم علي بقايا‬
  ‫قديمة فرعونية حيث وجد في ودائع أساس هذا المعبد بعض الكتل التي تخص الملك امنحتب الثاني احد ملوك‬

                                                                                    ‫الاسرة الثامنة عشرة‪.‬‬

    ‫ويتكون معبد كلابشة من رصيف ميناء يطل علي نهر النيل كانت تتوقف عنده المراكب التي تقل المتعبدين‬
  ‫وتماثيل الطقوس ‪ ،‬ويلي الرصيف طريق صاعد طوله ثلاثين متر يربط بين الرصيف وواجهة المعبد ‪ ،‬وعند‬

            ‫نهاية الطريق الصاعد توجد درجات سلم تؤدي إلي الشرفة الحجرية الكبيرة التي بني فوقها المعبد‪.‬‬

  ‫صممت واجهة المعبد علي هيئة الصرح ‪ ،‬ولكنها خالية من أية زخارف ‪ ،‬ويوجد في منتصف واجهة الصرح‬
 ‫مدخل يؤدي إلي داخل المعبد ‪ ،‬وعلي الناحية اليمني لسمك ممر المدخل يوجد نقش للإمبراطور أغسطس وهو‬
‫يقدم قرابين وأضاحي إلي الإله حورس ‪ ،‬وفي أسفل النقش كتب نص باللغة القبطية بواسطة الأقباط الذين لجأوا‬

        ‫إلي هذا المعبد هربا من الاضطهاد الروماني ‪ ،‬ويوجد داخل أبراج الصرح بوابتين تؤديان إلي غرفتين‬
    ‫صغيرتين والتي ربما كانت تستخدم بواسطة كهنة المعبد للوصول إلي سطح الصرح لرؤية النجوم ومعرفة‬

                      ‫الزمن و أوقات الأعياد ‪ ،‬وربما استخدمت أيضا كمكان للحراس الذين يحرسون المعبد‪.‬‬

 ‫يلي الصرح فناء مفتوح يضم أربعة عشرة عمودا مصفوفة في الجوانب الشمالية والشرقية والجنوبية ‪ ،‬وتيجان‬
     ‫هذه الأعمدة بها زخارف نباتية مركبة ‪ ،‬ولا يوجد نقوش علي حوائط هذا الفناء ‪ ،‬ويتصل بهذا الفناء أربعة‬
                                                     ‫غرف صغيرة علي جانبي الحوائط الشمالية والجنوبية‪.‬‬

 ‫يلي ذلك منطقة ما قبل قدس الأقداس ‪ ،‬وتبدأ بأربعة أعمدة تربط بينها ستائر حجرية ‪ ،‬وتحمل الستارة اليسرى‬
   ‫منظرا لملك غير معروف يقوم بتطهيره الإلهان حورس و تحوت ‪ ،‬أما الستارة الحجرية اليمني فيوجد عليها‬
      ‫ثلاثة نصوص ‪ ،‬ففي النص الأول يأمر الوالي الروماني اورليوس بيساريون بتنظيف المعبد من حيوانات‬

 ‫الخنازير ويؤرخ هذا النص بعام ‪ 284‬م ‪ ،‬وكتب النص الثاني بالخط المروي وسجله الملك البيليمي خارامادايا‬
   ‫في القرن الرابع الميلادي ‪ ،‬بينما كتب النص الثالث باللغة الإغريقية وهو يسجل انتصار الملك النوبي سيلكو‬
   ‫علي البليميين ‪ ،‬ويلي الستائر الحجرية صالة الأعمدة التي تضم ثمانية أعمدة ذات تيجان نباتية ولكن جدران‬
                                                                          ‫هذه الصالة لا تحمل أية نقوش‪.‬‬

                                                                         ‫المقصورة البطلمية ومقياس النيل‬

‫يوجد في الجانب الجنوبي لممر المعبد مقياس النيل ‪ ،‬وهو عبارة عن بئر دائري به سلالم تؤدي إلي أسفل البئر‬
‫‪ ،‬وكان هذا المقياس يستخدم لقياس فيضان النيل من اجل معرفة قيمة الضرائب المقررة ‪ ،‬ويوجد بجوار المعبد‬
‫ايضا المقصورة البطلمية التي ترجع لعصر الملك بطلميوس التاسع ‪ ،‬ومن المعروف انه لا يوجد أية زخارف‬
‫علي حوائط المقصورة الخارجية بينما الحوائط الداخلية تضم مناظر تصور الملك بطلميوس التاسع وهو يقدم‬
‫الأضاحي إلي ثالوث اليفانتين خنوم و ساتت و عنقت ‪ ،‬وأيضا وهو يقدم قرابين إلي الالهة مندوليس و واجيت‬

                                                                         ‫و أوزوريس و إيزيس وحورس‪.‬‬

                                                                ‫‪35‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37